كشفت مصادر مطلعة أن مكتب مكافحة الإرهاب في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدارالبيضاء، أحال، صباح أمس الأربعاء، على الوكيل العام باستئنافية الرباط، 12 شخصا، من بينهم أربعة فلسطينيين، متهمين بالانتماء إلى شبكة إرهابية مفترضة، خططت لتنفيذ اعتداءات بالمملكة. وأبرزت المصادر أن الفلسطينيين الأربعة هم سعيد محمود درويش الهندي، المتهم بتزعمه الشبكة، وناصر سالم جبريل الحسنات، وسليمان محمد علاء أبو خومة، وهاشم بدر نبيل عبد الحميد. وذكرت المصادر أن الأظناء وجهت لهم تهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف المس الخطير بالنظام، بواسطة التخويف والتهريب والعنف، وعقد اجتماعات عمومية دون ترخيص، والتزوير واستعماله". وتوقعت المصادر أن يحال المتهمون، عشية اليوم نفسه، على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في سلا، الذي يرجح أن يأمر بحبسهم، على ذمة التحقيق، في سجن تيفلت، الذي يعد من أحدث السجون، التي توجد بها مراقبة عالية، بدل سجن "الزاكي" بسلا. ويوجد ضمن الشبكة، التي يشتبه أن زعيمها الفلسطيني يحي درويش، متخصص في مجال المعلوميات، وبائع هواتف محمولة، وباعة متجولون. وأوضحت المصادر أن لائحة الموقوفين تضم معتقلين سابقين في اعتداءات 16 ماي الإرهابية بالدارالبيضاء، إلى جانب مبحوث عنه، منذ سنة 2003، الذي صدرت في حقه مذكرة بحث جديدة في ملف خلية سعد الحسيني. ويتعلق الأمر برشيد (م)، الملقب ب "منصف"، الذي كان يتردد، في نهاية يونيو 2003، على سعد الحسيني، في شقة بالطابق السفلي لمنزل كائن بوسط مدينة الجديدة. وحسب ما جاء في محضر التحقيق، في ملف خلية الحسيني، فإن رشيد، متزوج، انتقل، في شتنبر 2003، رفقة بن الزين (ع)، وعبد العزيز (ح)، وحميد (ذ)، إلى منزل يتكون من طابق سفلي وآخر علوي في بئر الجديد، الذي اكتراه لهم شخص يدعى يوسف. وداخل هذا المنزل، كانوا يطلعون عبر الحاسوب على مواضيع مستخرجة من مواقع إلكترونية إسلامية، تتضمن دورات تكوينية في الجانب العقائدي، خاصة فكرة الجهاد وكيفية التحرك، في إطار تنظيم سري، إلى جانب موسوعة تبين طريقة صنع واستعمال المتفجرات، التي كان يقوم بتفسيرها وتبسيطها الحسيني. وخلال إقامتهم بالمنزل المذكور، زارهم أحد معارف بن الزين، (يبلغ من العمر حوالي 32 سنة)، بائع هواتف محمولة بسوق درب غلف، رفقة شقيقه عبد الحق (يقطن بدوار يقع قرب شركة كوكاكولا ببوسكورة)، الذي دخل إلى التراب العراقي في شهر رمضان 2006، بمعية صهره عبد الحليم، الملقب ب "عمر". وفي دجنبر من السنة ذاتها، اتفقوا على تقسيم الخلية إلى مجموعتين لتفادي إلقاء القبض عليهم من طرف مصالح الشرطة مجتمعين. وعليه، استقر كل من سعد، وبن الزين، وعبد العزيز (ح) لمدة شهر بمنزل رشيد الملقب ب "لحلو" و"أبو أيمن"، الذي كان يكتري منزلا بمدينة برشيد رفقة زوجته، فيما اكترى يوسف، رفقة باقي أعضاء المجموعة الثانية، غرفة بالطابق الثاني لمنزل بدار بوعزة، التي ظلا بها إلى غاية صيف 2004. وكانوا يعقدون في هذه الغرفة جلسات دينية، يلقي خلالها كل من سعد، وبن الزين، وعبد العزيز (ح)، دروسا تتمحور حول فضائل الجهاد في سبيل الله، باعتباره فرض عين على كل مسلم، للقضاء على ما ينتشر بالمجتمع المغربي من فساد وظلم، والحث على ضرورة محاربته باتباع نهج السلف الصالح.