أشادت مجلة "فوربس ماغزين" الامريكية اليوم الثلاثاء بحكمة ونجاعة المقاربة التي اعتمدها المغرب في مجال مكافحة التطرف، مشيرة إلى أن المملكة بصدد وضع ما يمكن أن يصبح " السلاح الأكثر قوة" ضد الفكر المتطرف .ولاحظت "فوربس ماغزين"، في مقال تحت عنوان "حليف (للولايات المتحدة) لمحاربة الارهاب في شمال إفريقيا"، أنه في الوقت الذي اختارت فيه بلدان بالمنطقة، مع نهاية الحرب الباردة، تشديد الرقابة على الحريات، آثرت المملكة ، من جانبها ، تنفيذ مسلسل للاصلاحات والتحرير. وأضاف إيلان بيرمان ، صاحب المقال ، أن هذه الجهود انطلقت مع تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، مبرزا أن الملك الشاب بادر الى اتخاذ العديد من الاصلاحات "الحاسمة" على الصعيدين الاجتماعي والديني على أساس المصالحة الوطنية. مدونة الاسرة: إصلاح متقدم وتشكل مدونة الاسرة، حسب "فوربس ماغزين"، أحد الاصلاحات الأكثر دلالة في العهد الجديد ، حيث أضحى المغرب بفضلها من بين البلدان التي تتوفر على مجتمع مدني حيوي ومفعم بالحياة. وأوضح كاتب المقال أن "المرأة المغربية تتمتع بحقوق لا تتوفر في بلدان أخرى بالعالم الاسلامي"، مشيرا إلى أن إصلاحات الحقل الديني التي باشرها صاحب الجلالة فتحت أيضا آفاقا جديدة أمام المرأة المغربية. وأشارت "فوربس ماغزين" في معرض استشهادها على ذلك إلى برنامج المرشدات الدينيات، الذي بدأ العمل به سنة 2005، والذي مكن النساء المرشدات من المشاركة في نشر قيم الاسلام المتسامح . المغرب، أرض ترفض استضافة الأفكار المتطرفة من جهة أخرى، أشارت المجلة الامريكية إلى أنه بفضل امارة المؤمنين فإن المغرب يعد أرضا " ترفض استضافة الأفكار المتطرفة التي تسعى إلى زرع بذور الشقاق بين الإسلام والديانات الأخرى"، مبرزة التعايش والاحترام اللذين ميزا على الدوام الروابط بين مختلف الطوائف الدينية في المملكة. وأبرزت المجلة ، من جانب آخر ، تصالح المغرب مع ماضيه من خلال هيئة الإنصاف والمصالحة، التي سلطت الضوء على ماضي انتهاكات حقوق الإنسان، وكذا وضع برنامج لتعويض ضحايا هذه الانتهاكات. ولاحظ كاتب المقال أنه "من خلال هذا النهج فإن المغرب يلتزم بمفهوم بسيط، لكن نادر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتعلق الأمر بدولة القانون"، مشيرا إلى أن اختيار المغرب الانخراط في مسار من هذا القبيل يؤشر على حيويته وعلى الدلالة العميقة لتجربته.