تختتم، اليوم الأربعاء، بعجمان، فعاليات المؤتمر الأول للمدونين العرب، الذي تنظمه، دائرة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للمعلومات، بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وتحت مظلة جامعة الدول العربية.ويأتي هذا الحدث، حسب بلاغ للمنظمين، إيمانا بأهمية مقاربة ظاهرة التدوين، وملامسة أبعادها الثقافية والإعلامية والاجتماعية، والوقوف على دورها في تعزيز المحتوى العربي على شبكة الإنترنت. ومن العناوين التي طرحت للنقاش والبحث في المؤتمر، معرفة ماهية التدوين، أشكاله وأهدافه، والتدوين بصفته وسيلة إعلام، وبصفته منصة لتبادل الخبرات الإنسانية، والثقافات والآداب والفنون، وكذلك إلقاء الضوء على واقعه ومستقبله في المنطقة العربية، التي تدخل اليوم العالم الرقمي، رغم التفاوت النسبي بين الأقطار العربية في استخدام شبكة الإنترنت، فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة استخدام شبكة الإنترنت في دولة الإمارات 74 في المائة، أي ما يعادل 3.5 ملايين شخص، وهي الأعلى عربيا وإقليميا، بينما بلغت النسبة في البحرين 55 في المائة، وفي سوريا 16 في المائة، وفي إيران بلغت النسبة 48 في المائة. وأوضح إبراهيم سعيد الظاهري، المدير العام لدائرة الثقافة والإعلام بعجمان، أن "إقامة مؤتمر المدونين العرب يعبر عن تقديرنا لما أنجزه المدونون العرب، لا سيما لجهة تعزيز مكانة اللغة العربية ورفع عدد المتصفحين العرب على شبكة الإنترنت إلى 60 مليون متصفح". وأضاف "أدت جهود فردية لآلاف الشباب العرب النشطين على الإنترنت إلى تعزيز مكانة اللغة العربية لتتبوأ المرتبة السابعة بين اللغات الحية على الشبكة العالمية، ومما لا شك فيه أن المدونات باتت تشكل ظاهرة إعلامية ومعرفية وتقنية لافتة، بحيث أصبحت منابر ليس فقط لنقل الأخبار والتقارير والتحليلات المختلفة، إنما منصة لتبادل الخبرات الإنسانية والمعارف والثقافة بشتى مجالاتها، فضلا عن الأدوار الاجتماعية المختلفة التي تقوم بها". وفي السياق ذاته، أفادت هدى الخميس كانو، مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في كلمتها التي ألقاها بالنيابة عنها سامح كعوش، المستشار الإعلامي في المجموعة أن "مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تدعم هذا الحدث المتميز في الطرح والمضمون، الذي يجمع المدونين العرب والمهتمين بالتدوين، ويعكس صورة الإبداع الأدبي والإعلامي العربي، ويقدم فرصة تعريف متصفحي الإنترنت عبر العالم بالمحتوى العربي، تأكيدا على التزام المجموعة بمهمة تعزيز الثقافة والفنون واكتشاف الأنماط الإبداعية والابتكارية في مجالات التعليم، عبر تناول قضية التدوين العربي كقضية إبداع في التعبير والحرية والمسؤولية الإعلامية، ومسألة الانعكاس الحقيقي لقيم الانفتاح على الآخر، والاعتراف بثقافته، وبناء جسور التبادل المعرفي، التي تصلنا به عبر تقنيات الإنترنت والاتصال الحديثة". وأضافت هدى الخميس كانو "هذا الملتقى الثقافي العربي يسهم في تعزيز آليات التعاون العربي الثقافي المشترك تحت مظلة الجامعة العربية وبريادة إماراتية تستلهم الرؤية الثقافية لقيادة الدولة الحكيمة، كما يرسخ المؤتمر مفهوم الفضاء المعرفي العربي المفتوح عبر شبكة الإنترنت". من جهته، قال سالم خميس الشاعر، المدير العام للهيئة العامة للمعلومات "يسر الهيئة العامة للمعلومات أن تكون شريكا فاعلا في هذا الحدث المعرفي الكبير، وهي تدعو كل المهتمين بالتدوين والتواصل مع مجتمعات المعرفة العربية على الإنترنت للحضور والمساهمة في النقاشات الدائرة خلال جلسات المؤتمر". وأكد الشاعر الدور المحوري للمدونين العرب عموما، ومدوني الإمارات على وجه الخصوص، في إقامة قنوات التفاعل بين الأفراد والمؤسسات، وتمكين المؤسسات الرسمية من التعرف على آراء المستفيدين من خدمات تلك المؤسسات، ما يمكن تلك المؤسسات من تطوير خدماتها لما فيه من مصلحة عامة. يشار إلى أن المدونات العربية اجتاحت في السنوات الأخيرة، شبكة الإنترنت، بحيث شكلت إلى جانب المدونات العالمية ظاهرة تندرج في سياق أوسع يتمثل في الإعلام الجديد. ويبلغ عدد المدونات النشطة على الإنترنت حاليا نحو 75 مليون مدونة بكافة اللغات، يضاف إلى هذا الرقم إنشاء 120 ألف مدونة جديدة كل يوم، ما يجعلها في ازدياد مضطرد.