بدأت، صباح أمس الثلاثاء، فصول ثلاثة أيام من امتحانات شهادة الباكالوريا، تحت حراسة أمنية مشددة، إذ استعانت إدارة المؤسسات في الدارالبيضاء، مثلا، بعناصر من الأمن الوطني، والقوات المساعدة، والأمن الخاص، لضمان مرور أيام الامتحان في أجواء عادية.تلاميد يغادرون إحدى المؤسسات التعليمية بعد اجتياز امتحانات اليوم الأول (مشواري) ولوحظ، في جولة ل "المغربية" ببعض ثانويات العاصمة الاقتصادية، أن الهدوء والترقب خيما على جل المؤسسات التعليمية. وفي باب الثانوية التأهيلية شوقي، الواقعة بشارع الزرقطوني، تجمع عدد من الآباء والأمهات، وعيونهم شاخصة، يترقبون خروج أبنائهم وبناتهم من الحصة الأولى للامتحان. وغير بعيد عن باب المؤسسة، في الرصيف المحاذي للثانوية، تعالت أصوات الممتحنين، وتكونت مجموعات من ثلاثة أو أربعة تلاميذ، تسترجع أجواء الساعات والدقائق الأولى من يوم الامتحان. تقول شادية، التي كانت تغوص في حديث لا علاقة له بالمادة الأولى من الامتحان "وخا زيرونا، وما قدرناش نقلوا، الأمور دازت عادية، المادة الأولى كانت سهلة نوعا ما"، وتضيف، وهي تقهقه "جابوا لينا الما، وتهلاو فينا". وأجمع كل من عصام وهشام وسلمى، زملاء شادية، بعد انتهاء امتحان مادة الفيزياء، على أن الأسئلة " كانت في المتناول، ولم يحتج إنجازها وقتا طويلا للتفكير"، على حد تعبيرهم، في الوقت الذي عبر حميد ومراد عن خيبتهما، لأنهما لم يتمكنا من الإجابة عن بعض الأسئلة، خاصة في مادة الكيمياء. ولم تختلف الأجواء في ثانوية ابن تومرت، حيث سيطر القلق والترقب على وجوه الممتحنين، وتسلل الإحساس ذاته إلى نفوس الآباء، الذين فضل عدد منهم ترك عملهم ومرافقة أبنائهم وبناتهم، على الأقل، في اليوم الأول للامتحان. حسب المصطفى حجمي، رئيس مركز الامتحان في ثانوية شوقي، فإن اليوم الأول مر في ظروف حسنة، إن لم تكن جيدة، وقال إن "الخطوة، التي اتخذتها الوزارة، بألا يجتاز التلاميذ الامتحان في المؤسسة حيث درسوا، أثرت بشكل إيجابي على مرور الامتحان، لأن التلاميذ لا يعرفون المراقبين، وهؤلاء لا يعرفون التلاميذ". وأضاف حجمي أن "تلاميذ مؤسسة شوقي يجتازون الامتحان في مراكز أخرى، وتلاميذ مؤسسات أخرى يجتازون الامتحان في مؤسسة شوقي، وبالتالي، لا يعرفون الأساتذة، ولا يعرفون الأطر الإدارية في المؤسسة، وهذا يجعل التلاميذ منضبطين أكثر". واتخذت الأطر التعليمية مجموعة من الإجراءات لضمان منافسة شريفة بين المترشحين، ومواجهة الغشاشين، مثل إجبار التلاميذ على البقاء داخل حجرات الدرس، إلى أن تمر نصف مدة الامتحان، حسب أحمد سحمودي، ناظر في مؤسسة شوقي. وأضاف "نجبر التلميذ على البقاء في القسم، وتمضية نصف حصة الامتحان، نظرا للاحتياطات الأمنية، لكي لا تتسرب المواضيع في وقت مبكر خارج المؤسسة، لأن هناك تلاميذ يخرجون مبكرا من قاعات الامتحان، وتكون في استقبالهم جهات أخرى، تجيب عن الأسئلة وتسربها إلى بعض التلاميذ في القسم، عبر الهاتف المحمول، أو بوسائل تكنولوجيا متطورة أخرى". وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أعلنت أن 335 ألفا و680 مترشحا ومترشحة، سيجتازون امتحانات البكالوريا، برسم الموسم الدراسي 2010/2009.