"إذاعة الداخلة الجهوية.. أهلا بكم..." بهذه العبارة تشرع المحطة الجهوية لإذاعة الداخلة، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بثها اليومي، الذي يغطي أحواض الاستماع للمدن المكونة لجهة وادي الذهب الكويرةفي الفترة الممتدة ما بين الثامنة صباحا، والثامنة ليلا، فيما تلتقط برامجها على الموجتين الوطنية والدولية بمعية إذاعة العيون الجهوية ما بين منتصف الليل والساعة الخامسة صباحا. تراهن إذاعة الداخلة الجهوية، في برمجتها اليومية على رصد آخر المستجدات الإخبارية التي تعرفها المنطقة، من خلال مواكبة مختلف الأنشطة والفعاليات المقامة بالجهة، فضلا عن الاهتمام بالموروث الثقافي الحساني، وكذا المساهمة في التعريف به عبر شبكة برامج يومية يشرف عليها طاقم مكون من عشرين شخصا من صحافيين وتقنيين، يعملون على تقديم الأفضل إلى مستمع متعطش إلى إذاعة محلية تلبي رغباته وحاجياته اليومية. شرعت إذاعة الداخلة الجهوية في بث برامجها منذ مارس 1980 في محاولة من الإذاعة والتلفزة المغربية (الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حاليا)، في تقريب الخدمة الإعلامية العمومية إلى جمهور من مختلف جهات المملكة من شمالها إلى أقصى جنوبها، علما بأن هذه المحطة الإذاعة الجهوية، تعد آخر إذاعة تبث برامجها في التراب الوطني الممتد من طنجة إلى الكويرة. وعن مستوى الأطر البشرية لهذه المنشأة الإعلامية، أشار أحمد الهيبة وياه، رئيس إذاعة الداخلة الجهوية، إلى أن كافة أطر المحطة خضعوا لدورات تكوينية، بهدف المساهمة في التأهيل المستمر للموارد البشرية، خاصة في ظل إيلاء التكوين المواكب للحياة المهنية، أهمية قصوى لسد حاجيات ورغبات العاملين بالإذاعة لتمكينهم من الاحتكاك الأكبر بتجارب مهنية احترافية. ولم يخف الهيبة وياه، في حديث ل"المغربية"، أن تأهيل العنصر البشري بالإذاعة يشكل ورشا مفتوحا تعمل إدارة المحطة الجهوية على إشراف المديرية المركزية للإذاعة بالشركة الوطنية، على تنفيذ مضامينه، نظرا لقيمته الملحة في الحياة المهنية للصحافيين والتقنيين. وعن الإكراهات التي تواجه اشتغال الإذاعة، تقف أمام طموحات إذاعييها، أوضح الهيبة وياه، أنه جرى حاليا تجاوز بعض الإكراهات التقنية منذ انتقال الصيغة القانونية للإذاعة والتلفزة إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عبر الاعتماد على النظام الرقمي في إعداد معالجة المادة الصوتية التي تشتغل بها الإذاعة، مبرزا أنها كانت تعاني إلى وقت قريب إشكالا واحدا متمثلا في جودة التقاط المحطة، نظرا لكونها تشتغل عبر جهاز الإرسال الإذاعي للموجة المتوسطة 711 كيلو هرتز المخصص لإذاعة العيون الجهوية، غير أنه إثر اجتماع جمع قبل حوالي سنة بين رؤساء المحطات الجهوية والمدير المركزي للإنتاج والبرامج وعدد من المسؤولين المركزيين للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تقرر خلالها وضع مجموعة من التصورات، لتحسين أداء الإذاعات الجهوية في إطار برنامج تطوير إعلام القرب. وحول الاهتمام بقضية الوحدة الترابية للمملكة، ضمن برمجة الإذاعة، أشار رئيس الإذاعة، إلى أنها تكتسي أهمية قصوى في خريطة البرامج اليومية، لاعتبارها قضية كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة، إذ تركز جل البرامج المدرجة في هذا السياق على التعريف بأهم المنجزات التي عرفتها المنطقة، ومواكبة مختلف مظاهر التنمية، وسبق تعزيزها والتعريف بآخر مستجدات القضية في سياقيها الوطني والدولي. ويتكون مبنى الإذاعة، الذي يوجد بالقرب من ساحة الحسن الثاني، من مكتب المدير، واستوديو التسجيل والبث، إلى جانب خزانة غنية بالأرشيف السمعي. تجدر الإشارة إلى أن أحمد الهيبة وياه، يعد واحدا من أبناء الأقاليم الجنوبية المسترجعة، ولج الحقل الإعلامي السمعي بالمملكة، منذ سنة 1974، إذ استفاد من تكوين في استوديوهات الإذاعة والتلفزة المغربية بالرباط، ليلتحق بعدها بإذاعة "صوت التحرير والوحدة" بطرفاية، كما ساهم في التعليق على العديد من الأحداث التي عرفتها الأقاليم الجنوبية للمملكة، من بينها، المسيرة الخضراء المظفرة، سنة 1975، والزيارة الملكية للمغفور له الملك الحسن الثاني، سنة 1985، وكذا الزيارة الملكية لصاحب الجلالة محمد السادس، سنة 2006. وكان الهيبة وياه، الذي تألق أيضا في تقديم العديد من البرامج بإذاعة العيون الجهوية، قبل أن يعين في فاتح غشت 2005، على رأس إذاعة الداخلة الجهوية.