ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للاآمنة، رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي، وعضوة المجلس الاستشاري للأولمبياد الخاص الدولي، صباح أمس الاثنين، بقصر المؤتمرات بمراكش، افتتاح أشغال المؤتمر الاستراتيجي العالمي للأولمبياد الخاص الدولي، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.(كرتوش) وألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاآمنة، بالمناسبة، كلمة وجهت فيها، باسمها وباسم جميع المشاركين، شكرها الخالص لجلالة الملك محمد السادس، لتفضله بإضفاء رعايته السامية على أشغال هذا المؤتمر، مبدية امتنانها للتقدير الذي يوليه جلالة الملك لهذا الملتقى العالمي المرموق، ضمن العناية المولوية الفائقة التي يوليها جلالته للنهوض بأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المجالات، سيما الميدان الرياضي. كما نوهت سمو الأميرة باختيار مدينة مراكش لاحتضان هذه التظاهرة العالمية، وقالت إن "اختيار مدينة مراكش، يعد مبعث فخر واعتزاز، ليس للمغرب فقط، وإنما لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام"، موضحة أن اختيار المغرب جاء تقديرا للمبادرات النبيلة، التي يقوم بها جلالة الملك لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتجسيدا لالتزامه الإنساني وعمله الدؤوب، لبناء مجتمع تضامني وديمقراطي تنموي. وأضافت للاأمينة أن جلالة الملك محمد السادس اهتم دوما بقضايا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وحرص جلالته على صيانة كرامتهم، وأن المغرب كان من السباقين إلى إقرار المغرب لعدة تشريعات متقدمة، وانخراطه في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وهو ما يتجسد في المكانة المركزية، التي تتبوأها هذه الفئة في برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. واعتبرت سمو الأميرة اختيار بلدنا لاحتضان المؤتمر بمثابة تتويج للنتائج الإيجابية، التي حققها الأولمبياد الخاص المغربي، الذي تتشرف سموها برئاسته، والذي شهد توسيع قاعدة المنخرطين والممارسين الرياضيين، والرفع من مستوى المؤطرين والمدربين، وإدخال أصناف جديدة من الرياضات، وتزايد عدد التظاهرات الرياضية وانتظامها، مضيفة أن هذا المؤتمر يعد فرصة للتشاور وتبادل الرؤى والأفكار، من أجل المساهمة في نشر ثقافة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، فضلا عن كونه مناسبة لتقييم عشر سنوات من التضحيات والجهود، التي بذلها الأولمبياد الدولي الخاص في العديد من المجالات. كما أشادت للا أمينة بجدول الأعمال وما يتيحه من تعزيز العلاقات بين مسؤولي الأولمبياد الخاص، منوهة بالجهود التي يبذلها الرئيس التنفيذي للأولبمياد الخاص الدولي، الدكتور تيموتي شرايفر، والرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، المهندس أيمن عبد الوهاب، مستحضرة روح أونيس كنيدي شرايفر، مؤسسة هذه الحركة الدولية. وتستمر أشغال المؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص إلى غاية يوم 10 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا أمينة، والدكتور تيموثي شرايفر. ويشهد هذا المؤتمر الدولي حضور كبار المسؤولين والرواد العالميين في الأولمبياد الخاص، كما يشهد مشاركة أزيد من 500 مندوب، يمثلون 180 دولة عبر العالم. وتخصص أشغال المؤتمر لتقييم حصيلة منجزات الأولمبياد الخاص، طوال العشر سنوات الماضية، ووضع مخطط عمل استراتيجي عالمي للأولمبياد الخاص الدولي للفترة الممتدة ما بين 2011 و2015. ويشكل المؤتمر فرصة سانحة لمندوبي الدول المشاركة، والرياضيين، والمؤطرين، والأبطال العالميين للأولمبياد الخاص الدولي، لمناقشة مختلف القضايا المتعلقة بترسيخ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وتفعيل برامج تنمية المهارات التقنية للاعبين، وتسهيل إدماجهم في المجتمع، في إطار رؤية مشتركة، وبالخصوص في ميدان الصحة، والتربية، والتكوين، والدعم الأسري، وتغيير السلوك، والاتجاهات. كما سيمكن هذا المؤتمر الأبطال الرياضيين من مختلف أنحاء العالم، لتبادل خبراتهم، والمساهمة في إعداد استراتيجية مشتركة في مجالات التعاون وتبادل المعلومات والتواصل والتأطير، المتعلقة بمختلف الأصناف الرياضية، والأنشطة ذات الاهتمام المشترك. ويعد الأولمبياد الخاص، الذي أسس سنة 1963 بالولايات المتحدةالأمريكية، من طرف السيدة أونيس كينيدي شرايفر، برنامجا دوليا للتدريب والمنافسات الرياضية الموجه للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية. ونظمت أول دورة للأولمبياد الخاص سنة 1968، التي شهدت التنافس في مسابقتي ألعاب القوى، والسباحة، فضلا عن تنظيم الألعاب الصيفية العالمية والألعاب العالمية الشتوية، كل أربع سنوات. وحظي الأولمبياد الخاص باعتراف اللجنة الأولمبية في فبراير 1988، ويتيح، حاليا، لأزيد من مليونين ونصف المليون رياضي، عبر العالم، ممارسة الرياضة والمشاركة في مختلف التظاهرات الرياضية والأنشطة الموازية.