أشرفت لجنة مختلطة، بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، على إتلاف وإحراق 16 طنا و644 كلغ من مخدر الشيرا، حجزت من قبل عناصر زمرة الحراسة ومحاربة تهريب المخدرات بجمارك ميناء الدارالبيضاء، في إحباط عمليتي تهريب منفصلتين، نحو إسبانيا. وعاينت "المغربية" عملية وزن الكمية المذكورة، ووضعها في شاحنة مقطورة، ليجري، بعد ذلك، نقلها تحت حراسة مشددة إلى منطقة خلاء في مديونة، بضواحي الدارالبيضاء، حيث جرى إتلافها وإحراقها، بحضور نائب وكيل الملك بابتدائية البيضاء، وعناصر إدارة الجمارك، وممثلين عن مصالح الأمن والدرك الملكي، وأفراد الوقاية المدنية، وممثلي السلطات المحلية. وأصبح من الضروري إنشاء فرن خاص بعملية حرق المخدرات، بمقاييس علمية، لتفادي تلويث البيئة، من جهة، وحماية السكان المجاورين لمكان الحرق من أي أضرار محتملة، من جهة ثانية. وكانت عناصر زمرة الحراسة ومحاربة المخدرات تمكنت، في العملية الأولى، من إحباط محاولة تهريب 4 أطنان و259 كلغ من الشيرا، كانت مخبأة في حاوية، موجهة للتصدير نحو إسبانيا. وحسب مصدر جمركي، فإنه عثر على هذه الكمية مدسوسة في 9 "بوبينات" للبوليستير والقطن، جرى دس صفائح الشيرا داخلها بإحكام، مشيرا إلى أنه، بفضل يقظة عناصر الجمارك، جرى كشف العملية، بعد إخضاعها للتفتيش. وذكر المصدر ذاته أن صفائح الشيرا كانت معدة على شكل كتل صغيرة، تزن كل واحدة حوالي 5 غرامات، مشيرا إلى أنه تبين، بتفحص أوراق السلعة، أن الأمر يتعلق بشركة يوجد مقرها بالبيضاء، هي المصدرة ل"البوبينات" نحو شركة إسبانية للنسيج. وفي العملية الثانية، تمكنت عناصر جمارك الميناء من حجز 12 طنا و385 كلغ من صفائح الشيرا، مدسوسة بعناية داخل صناديق كرتونية، تحتوي على ورق الطباعة والنسخ، على متن شاحنة مقطورة، متوجهة إلى إسبانيا. وتمكن محققو الشرطة القضائية بولاية أمن أنفا، بعد التحريات، من تحديد هوية المتهمين في هذه العملية، ويتعلق الأمر بمواطنين إسبانيين، صدرت مذكرة بحث في حقهما. وتوصل المحققون، أيضا، إلى أن البضاعة شحنت داخل مستودع، يقع بحي البرنوصي، كما دل السائق المحققين على هوية مشغله، الذي تبين أنه إسباني، كان مرفوقا دائما بإسبانيين آخرين. واكتشف المحققون أن المتهم الرئيسي غادر المغرب، مباشرة بعد شحن المخدرات على متن الشاحنة المقطورة. واعترف السائق للمحققين أنه لم يكن يعلم بنشاط تلك الشبكة، وأن دوره كان ينحصر في إيصال الشاحنة محملة بالبضاعة إلى إسبانيا، ويتركها في مرآب بإحدى المدن، وينصرف، تاركا المفاتيح لمشغله، إلى حين المناداة عليه لأخذ الشاحنة من جديد، بعد إفراغ البضاعة.