طالب صحراويون قياديون في جبهة بوليساريو، عبد العزيز المراكشي بالتنحي من منصب الرئيس، الذي استمر فيه أزيد من 34 سنة..متهمينه بالفشل في تدبير الملف، وفي تأزم أوضاع المحتجزين في مخيمات تندوف، وبالخضوع التام لإملاءات جنرالات الجزائر، الذين يتاجرون بورقة معاناة المحتجزين في المحافل الدولية. وحصلت "المغربية" على معطيات، من مصادر داخل مخيمات المحتجزين بتندوف، تفيد أن معارضين للمراكشي، من داخل قبيلته الركيبات، يعملون على الترويج لمطالبهم، المتمثلة في ضرورة عقد مؤتمر لبوليساريو، يقدم فيه المراكشي استقالته، ليفسح المجال أمام انتخاب من يخلفه. إلا أن الترويج لمثل تلك المطالب بين سكان المخيمات يقابله تحرك آخر مضاد لزوجة المراكشي، المدعوة خديجة حمدي، الجزائرية الجنسية، التي عينها زوجها في منصب "وزيرة للثقافة"، إذ تكلفت بالرد على اتهامات المعارضين لزوجها، وشوهدت، الجمعة الماضي، حسب المصادر، وهي تتنقل بين سكان المخيمات في حملة تشهير، استهدفت من خلالها المعارضين لزوجها، وعلى رأسهم البشير مصطفى السيد، أحد أكبار خصوم المراكشي، والذي يعد منافسا قويا على منصب الرئاسة، مطلقة بين سكان المخيمات إشاعات تفيد أن البشير ومن معه من المعارضين "عملاء مدفوعون من طرف موريتانيا والمغرب"، للتأثير على قيادة بوليساريو والتشويش عليها. وقالت المصادر إن زوجة عبد العزيز المراكشي تسعى إلى المس بالشعبية، التي يحظى بها مصطفى السيد، الذي يستعد للإطاحة بزوجها، لما "يجسده من نموذج للشخص القادر على تغيير الوضع والتجديد"، فضلا عن قوة خلفيته القبلية، المتمثلة في الركيبات، وما تشكله من ثقل في مخيمات المحتجزين. وعلمت "المغربية" أن المعارض، البشير مصطفى السيد، رفقة قياديين آخرين من قبيلة أولاد دليم، سبق لهم أن ثاروا في وجه المراكشي، متهمين إياه بالفشل في التدبير، لما تشهده مخيمات المحتجزين في تندوف من كثرة للعائدين إلى المغرب، ونشوب خلافات بين أهم العناصر الباقية إلى جانبه من قبيلته الركيبات، وتعرض عناصر القبائل الصحراوية الأخرى للإقصاء والتهميش داخل المخيمات. وتعتبر خديجة حمدي، المزدادة بالجزائر من أب ضابط في الجيش الجزائري، بمثابة المحرك، الذي تشتغل عليه بوليساريو، إذ لها علاقات وطيدة مع الاستخبارات الجزائرية، التي تسهل لها مختلف المهام. ويرفض عبد العزيز المراكشي أن يكون منصبه موضوعا للنقاش، إذ كلما ثار موضوع تحديد ولاية "الرئيس" كان يجيب بضرورة تأجيله لأنه "لا يشكل أولوية لدى بوليساريو". يشار إلى أن بوليساريو تعيش، كذلك، على وقع صراع خفي، بين أتباع إبراهيم غالي مندوب بوليساريو في إسبانيا، والذي يعد من المقربين من المراكشي، وبين عمر منصور، الذي يعتبر من كبار الداعين إلى البحث عن سبل للتسوية.