التحق، أخيرا، بأرض الوطن 12 شخصا، بعد سنوات من المعاناة بمخيمات تندوف. وتمكن أفراد هذه المجموعة، التي يوجد ضمنها أربع نساء، وخمسة أطفال، من الفرار من جحيم هذه المخيمات والالتحاق بأهلهم بمدينة العيون. وعبر حمودي حرمة الشيخ (43 سنة)، عن فرحته بعودته إلى وطنه الأم، مشيرا إلى الأوضاع المعيشية الصعبة والمزرية بمخيمات تندوف، نتيجة تلاعب قيادة جبهة البوليساريو بالمساعدات الإنسانية الموجهة لسكان هذه المخيمات. ودعا إخوانه بهذه المخيمات إلى الالتحاق بوطنهم، والعيش بين أهلهم وذويهم في استقرار وطمأنينة. من جهته، قال زياد الأنصاري (19 سنة)، إنه عاد إلى الوطن لأنه اختار استكمال مسار حياته بمسقط رأسه مدينة العيون، هربا من الأوضاع اللاإنسانية بالمخيمات، مبرزا أنه عاين الحقيقة من خلال التجربة، التي عاشها هناك، مشددا في الوقت ذاته أنه لا يمكن لأي أحد أن يغرر به في المستقبل. وعبر سيف الله سيد أحمد، الذي عاد سنة 1993 إلى أرض الوطن، عن سعادته بعودة ابن أخيه محمد ولد حمدي، البالغ من العمر29 سنة، مذكرا بالأوضاع المأساوية بمخيمات تندوف، التي تعاني الخصاص في كل شيء، وتفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة. وبدورها قالت فاطمتو منت حمود (44 سنة)، إنها عادت إلى وطنها رفقة ثلاثة من أبنائها، ملبية بذلك النداء الملكي "إن الوطن غفور رحيم"، مشيرة إلى الحياة الصعبة التي تعيشها النساء بمخيمات تندوف. وبعودة أفراد هذه المجموعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و44 سنة، يصل عدد الأشخاص، الذين فروا من جحيم مخيمات تندوف، منذ 25 مارس الماضي، إلى 308 أشخاص، ضمنهم 54 امرأة و33 طفلا. وكانت التحقت، أخيرا، بأرض الوطن، مجموعة جديدة تتكون من 35 مواطنا صحراويا، ضمنهم طفل عمره 14 سنة، واضعة بذلك حدا لسنوات البؤس والحرمان، بمخيمات تندوف، جنوبالجزائر. وبعودة أفراد هذه المجموعة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و50 سنة إلى أرض الوطن، كان عدد الأشخاص، الذين فروا من جحيم مخيمات تندوف، منذ 25 مارس الماضي، بلغ 296 شخصا، ضمنهم 51 امرأة و28 طفلا. تجدر الإشارة إلى أن الصحراويين والصحراويات، أطفالا وشبابا وشيوخا، ضاقوا ذرعا بالجحيم، الذي فرضته عليه جبهة البوليساريو بدعم الجيش والاستخبارات الجزائرية، وأصبح الحل الوحيد بالنسبة إليهم هو الهروب من المخيمات، إذ سجلت حملة الرجوع إلى أرض الوطن ارتفاعا، خلال الأيام الأخيرة الماضية. ويشير العائدون إلى أن معاناة الأسر بهذه المخيمات، تتفاقم بسبب ترحيل أبنائها قسرا إلى بعض الدول، داعين المنظمات الدولية إلى الضغط على الجزائر و(البوليساريو)، لقبول إجراء إحصاء لسكان هذه المخيمات، مجمعين على حقيقة أساسية وهي أن "جبهة البوليساريو" مجرد "وهم"، وأن قياديها بمثابة "انتهازيين" يتاجرون في معاناة المحتجزين، تحت حراب العسكر الجزائري.