اجتمع عدد من المثقفين والمتتبعين للشأن الثقافي بالمغرب، بساحة السراغنة بالدارالبيضاء في لقاء جديد أشرفت عليه اللجنة التحضيرية للمرصد المغربي للثقافة، في إطار بلورة مشاريع أفكار حول اختلالات المشهد الثقافي بالمغرب، وما يشهده واقعنا الثقافي من تراجعات.وأوضح المنظمون أن هذا اللقاء، الذي وصفوه أنه يعكس الدينامية والتحول في حقلنا الثقافي، يأتي في ظرفية تعرف تصاعد احتجاجات منظمة وسط المثقفين المغاربة، لتجاوز الركود، الذي بدت معالمه تسئ إلى الثقافة المغربية، ما جعل فرصة الانتفاض شرعية على واقع بات ينذر بعواقب عبثية ومظلمة، وفي وقت أصبح الحديث عن تشخيص المشهد الثقافي هو في الواقع مجرد وسيلة لامتصاص هذا الفعل الاحتجاجي الخلاق، كما أصبح الحديث عن مواثيق ثقافية صيغة لخندقة الثقافة في زوايا محصورة وضيقة بالإيديولوجيا، وبأساليب انتهت صلاحيتها، في حين يبقى المطلوب هو ميثاق القيم التي تعلي من شأن المشاريع الحقيقية المرتبطة بواقعنا وبأفقنا المتطور . وأوضح شعيب حليفي، الذي ترأس هذا اللقاء في كلمة تأطيرية لخص فيها موقف المثقفين بقوله "نجدد التأكيد على عهدنا الذي التزمنا به أمام المثقفين منذ 20 فبراير الماضي. مضيفا أن "زمن الصمت المريب قد ولى ..ولن نسلم رؤوسنا لأحد. وأقول أيضا، بأن القوس قد أوتيت باريها فانهضوا أيها المثقفون ولا تترددوا.. واضربوا بأفكاركم ونصوصكم وجه العبث والصمت وحقارة الزمن، الذي لا ينصف الكلمات." وأضاف حليفي "ونحن نخوض انتفاضتنا لا ننوب عن أحد..لأن الجميع منخرطون معنا. نحن جميعا أبناء الشرط التاريخي العصي، بأخطائه التي تريد تدمير جيل المثقفين، وهزم خيالاته". وانتهى شعيب حليفي في ختام كلمته إلى ما سماه بالقولين الصريحين "القول الأول في الكشف عن ثلاثة أخطاء قاتلة، أولها أن هناك من يريد تحريف الصراع وجعله منصبا على شخص بعينه، ونحن نقول إن حركتنا، التي هي إفراز لصيرورة تاريخية أنضجتها المرحلة السابقة بإخفاقاتها المتعددة. وثانيها جنوح الجهات الرسمية إلى إشاعة خبرين زائفين ظنا منها أن هذا سينهي المسألة، الخبر الأول اختزال المشكل في ما وقع بالمعرض الدولي 16 للكتاب والنشر، أما الثاني في قولهم أن عدد المنتفضين قليل، بينما دعوتنا للاحتجاج انطلقت قبل هذا التاريخ بكثير ولم يجر الإعلان عنها إلا في المعرض الأخير، وأن أعضاء اللجنة التحضيرية الأولى للمرصد المغربي للثقافة لم يكونوا مشاركين في أي نشاط من فعالياته، التي قاطعها الأدباء والباحثون بنسبة 85 في المائة. الخطأ الثالث يكمن في لجوء الوزارة الوصية إلى عقد ندوات سوريالية للبحث عن تشخيص الواقع الثقافي بغية امتصاص هذه الدينامية، ظنا منها أنها قادرة على إفشالها، فعمدت إلى إحراج مثقفين نقدرهم ونحترم آراءهم، لن تستطيع إرشاءهم ، كما وقع مع بعض المنابر التي أصرت على أن تكون مع الوزير وضد كل المثقفين المغاربة. وحول القول الثاني، قال شعيب حليفي إننا "نؤكد مطالب المثقف المغربي، من أجل مجتمع تسوده ديمقراطية حقيقية، تقود نحو مجتمع مدني وحوار حقيقي حول كل قضايانا. وعقلنة التدبير في مجالات النشر والتوزيع وتطوير البنيات الثقافية، والانفتاح على كل المثقفين وأسئلتهم الراهنة المرتبطة بمجتمعنا. والاهتمام بكل الفنون والقطاعات ودعم المكاسب والقطع مع ثقافة البذخ. كما نؤكد من جديد وندعو كافة المثقفين والجمعيات إلى مقاطعة أنشطة وزارة الثقافة وعدم التعامل معها بأي شكل من الأشكال حتى إشعار آخر، وندعو الجمعيات الثقافية إلى التكتل في تنسيقيات جهوية من أجل مواجهة هذا الواقع المتردي، والتعبئة لعمل تنسيقي على المستوى الوطني .