أعلن بوريس بوليتين، سفير روسيا بالمغرب، أن العلاقة بين بلاده والمملكة المغربية يمكن أن تتطور أكثر مما هي عليه في الوقت الحاضر، بالنظر إلى مؤهلات البلدين، خاصة في القطاعين السياحي والثقافي.وأضاف بوليتين الذي كان يتحدث، الخميس الماضي، بالرباط، في لقاء مع الصحافة، أن إطلاق خط بحري جديد مباشر بين البلدين نهاية السنة الجارية من شأنه أن يشجع تدفق السياح الروس في اتجاه المغرب، كما أن انعقاد اللجنة المشتركة المغربية الروسية في دورتها الرابعة، في يونيو المقبل، وزيارة لجنة برلمانية من الغرفة السفلى لروسيا للمغرب الشهر الجاري، من شأنه أن يعطي دفعة جديدة لهذا التعاون، معلنا أن بلاده خطت خطوات مهمة في مجال التعاون الثقافي مع المغرب، توجت بتوقيع اتفاقية تبادل بين البلدين، كما تتدارس لجان مغربية روسية مشتركة إمكانية تطوير هذه العلاقة إلى تنظيم معارض مشتركة في البلدين. وأبرز بوليتين خلال اللقاء، الذي عقده بمناسبة تخليد روسيا في التاسع من الشهر الجاري الذكرى 65 ل"يوم الانتصار" ضد النازيين، أن بلاده تشيد دائما بالدور الذي اضطلعت به المملكة تحت قيادة الملك الراحل محمد الخامس بالاصطفاف إلى جانب قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، بغرض هزم القوى الظلامية النازية، مشيرا إلى أنه "منذ بداية الحرب، في ثالث شتنبر 1939، ألقى الملك الراحل محمد الخامس خطابا أعلن فيه بوضوح أن المغرب يدعم القوات المناهضة للنازية، وهو الخطاب الذي جرت تلاوته في جميع مساجد المملكة". وأضاف أن "أزيد من 90 ألف مغربي شاركوا في الحرب العالمية الثانية بالعديد من الجبهات بالمغرب العربي وفرنسا وإيطاليا وكورسيكا، وفي العديد من المناطق الأخرى، وقتل 10 آلاف منهم في هذه المواجهات". وأوضح أن هذه الحرب، التي تجاوزت أبعادها كافة الحروب المسلحة السابقة التي شهدتها الإنسانية، لم تكن مجرد مواجهة بين مختلف مصالح الدول والإيديولوجيات، لكن بين مقاربات غير قابلة للتوفيق توجد على طرفي النقيض، وتستند إلى رؤية ترهن الوجود الإنساني ككل، مؤكدا "أن الحرب العالمية الثانية انتصرت فيها جميع قوى التحالف المناهضة لهتلر، وكان انتصارنا المشترك، وليس لأحد الحق في تبخيس الثمن الذي دفعته بلادنا وشعبنا خلال الحرب، ولا التقليل من حجم الجرائم التي ارتكبها النازيون". وقال السفير الروسي بهذا الصدد إن"أهم خسائر هتلر ساهم فيها الجيش الأحمر، حيث كبد ألمانيا خسائر 70 في المائة من جيوشها و75 في المائة من معداتها الحربية". وشدد بوريس بوليتين على أن "الحصيلة الرئيسية للحرب ليست مجرد انتصار لتحالف دول على أخرى، لكنه كان انتصارا للقوى الخلاقة والحضارية على القوات الهمجية والتخريبية". وبخصوص احتفالات روسيا بيوم "الانتصار" ، أعلن الدبلوماسي الروسي أن "روسيا تشهد هذا العام احتفالات استثنائية كبيرة جرى التحضير لها، منذ وقت مبكر عقب الانتهاء من الاحتفالات في السنة الماضية"، وقال "ستشهد العاصمة موسكو، وتحديداً الساحة الحمراء احتفالات مميزة يشارك فيها عدد من وحدات القوات المسلحة والقوات الخاصة، ووحدات من قوات المظليين والمغاوير من قواتنا المسلحة، كما تشارك في العرض العسكري لأول مرة وحدات رمزية من القوات المسلحة الأميركية والإنجليزية والفرنسية والبولندية ووحدات عسكرية أخرى تمثل الدول المستقلة، التي كانت منضوية ضمن الدول المكونة للاتحاد السوفياتي سابقاً، إضافة إلى استعراض عسكري لأحدث الأسلحة التي تمتلكها قواتنا المسلحة، فضلا عن مشاركة أخرى مدنية تتمثل في الكرنفالات والأغاني الوطنية، التي سوف تتخلل العرض العسكري". وأكد السفير الروسي مشاركة دولية واسعة في هذا الاحتفال، بعد توجيه الدعوة إلى عدد كبير من الأصدقاء من مختلف دول العالم للحضور والمشاركة في هذه الاحتفالات التي يحتفي بها الشعب الروسي ومعه الشعوب الأوروبية. كما أن العاصمة الأوكرانية (كييف) ستحتضن احتفالات كبيرة، مضيفا أن بعض عواصم الدول الأجنبية ستقيم، أيضا، احتفالات تخلد هذه المناسبة المهمة. وبخصوص الوضع العالمي الراهن، أكد السفير أن الإنسانية تواجه تحديا عالميا جديدا يتمثل في الإرهاب الدولي، الذي هو أيضا خطير كالفاشية، محذرا من أن "أسس الحضارة مهددة من جديد، كما كان الأمر بالنسبة للفاشية، ليس لديه ما يقترحه على العالم سوى العنف واحتقار الحياة الإنسانية والاستعداد لانتهاك أبسط قواعد الأخلاق الإنسانية. وأشار إلى أنه، وكما كان الأمر منذ 65 سنة، "لا يمكننا مواجهة مثل هذا التهديد إلا على أساس التضامن والثقة المتبادلة"، مضيفا أنه من "واجبنا تجاه أولئك الذين ضحوا بدمائهم لحماية الإنسانية من الفاشية هي تأسيس حاجز في طريق انتشار أفكار التعصب واللاتسامح والتمييز العرقي أو القومي أو الديني".