تختتم أوركسترا "كلانغ فيرفالتونغ" للموسيقى الكلاسيكية، لمدينة فيمار الألمانية، سلسلة حفلاتها الموسيقية، التي تحييها بأربع مدن مغربيةأوركسترا كلانغ فيرفالتونغ للموسيقى الكلاسيكية وذلك في إطار فعاليات مهرجان "ديوان الغرب والشرق" لفيمار، الذي يهدف إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، بحفلين كبيرين بمدينتي الرباط والدارالبيضاء، بقيادة مؤسسيها عازف الكمان أندرياس رينر، وجوزيف كرونر. فبعد النجاح، الذي حققته هذه المجموعة الموسيقية، بمدينتي مراكش وفاس، حيث أحيت حفلين عالميين قدمت من خلالهما معزوفات لأشهر الموسيقيين الكلاسيكيين، ويتعلق الأمر بيوهان سيباستيان باخ، وفرانز شوبير، وفيليكس ماندلسون، وصامويل باربر، وموزارت، ستشهد مدينة الرباط، حفلا ثالثا، اليوم 07 ماي، ابتداء من الثامنة مساء، بمسرح محمد الخامس، بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيس أول مركز ثقافي بالرباط، كما ستشهد الدارالبيضاء، الحفل الختامي، لهذه المجموعة الموسيقية العالمية، التي تضم بين صفوفها نخبة من أمهر عازفي الموسيقى الكلاسيكية، يوم 8 ماي الجاري، بمسرح محمد السادس. وتتألف الفرقة الموسيقية "كلانغ فيرفالتونغ"، التي تأسست سنة 1997على يد عازف الكمان أندرياس رينر، وجوزيف كرونر، نخبة من أمهر الموسيقيين، الذين عزفوا مع أشهر الأوركسترات الفيلارمونية والأوبيرالية في فيينا وبرلين وميونخ، فضلا عن نخبة من العازفين المنفردين العالميين. ويهدف مهرجان "ديوان غرب/ شرق" فيمار 2010، الذي يقام هذه السنة بالمغرب، حسب منظميه، إلى مد الجسور الثقافية بين الغرب، خصوصا ألمانيا، والعالم الإسلامي. وقال سفير ألمانيا الفدرالية بالمغرب، أولف ديتر كليم، في ندوة صحفية نظمت، أخيرا، بالدارالبيضاء، لتقديم برنامج المهرجان، إن الملتقى الذي تنظمه سفارة ألمانيا الاتحادية بالمغرب، بشراكة مع المعهد الثقافي الألماني "غوتة"، يرمي إلى إعادة بناء الجسور الثقافية بين العالم الإسلامي والغرب، من خلال التعريف بالثقافة الغربية في مختلف العواصم الإسلامية، مشيرا إلى أن الدورة المقبلة من المهرجان ستنظم بسوريا، على أن تنظم باقي الدورات بكافة الدول الإسلامية الأخرى. ونوه السفير الألماني بانفتاح المغاربة، الذين قدموا كل الدعم لهذا المهرجان، واصفا المغرب ببلد الحوار الثقافي، والتعايش الديني، الذي ألف بين قلوب جميع سكانه وضيوفه، مسلمين ويهود ومسيحيين، مشيرا إلى أن الملتقى لاقى مشاكل كثيرة في دول أخرى مثل إيران، لأسباب سياسية. وفي حديثه عن المهرجان، ذكر السفير الألماني بالعلاقات بين الغرب والشرق، من خلال تركيزه على رمز الثقافة الألمانية يوهان فولفغانغ غوته، الذي ولد سنة 1749 في فرانكفورت، وتوفي في فيمار، التي ألف فيها أشهر مؤلفاته سنة 1832، وتأثر كثيرا بالفكر العربي الإسلامي، مشير إلى أن اسم المهرجان مشتق من أشهر مؤلفات غوته "الديوان الشرقي الغربي"، الذي ظهر فيه تأثره بالفكر العربي والفارسي والإسلامي. ولعل غوته هو أول شاعر أوروبي يقوم بتأليف ديوان عن الغرب والشرق مجسدا قيم التسامح والتفاهم بين الحضارتين، بالإضافة للعديد من المؤلفات القيمة الأخرى. عرف غوته باحترامه وتقديره للإسلام كدين يحمل الكثير من القيم العظيمة، وكان من المهتمين بالإسلام والقرآن الكريم، وبسيرة الرسول "عليه الصلاة والسلام"، فاهتم بالاطلاع على المؤلفات، التي صدرت عن الإسلام والشرق، وكان ل "هيردر" الفيلسوف الألماني تأثير بالغ على فكر غوته، إذ كان أول من أرشده للاطلاع على الشعر العربي والقرآن الكريم، ومما قالته "كاترينا مومزن" عنه أستاذة الأدب الاجتماعي "إن غوته أعجب بالإسلام ولفت نظره مبدأ التوحيد .. تلك العقيدة التي تدعو إلى الانقياد لله الواحد، والدعوة إلى تحرر الإنسان من كل صنوف العبودية الدنيوية". وظهر إعجابه الشديد بالدين الإسلامي وبالرسول الكريم من خلال أشعاره، وأعماله الأدبية التي نذكر منها "تراجيديا محمد"، الذي انقسم إلى فصلين، الأول تحدث فيه عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الفصل الثاني فقام بتصوير معاناة الرسول أثناء تبليغه الرسالة وما قساه من المشركين خلال ذلك. كما اختص غوته الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" بقصيدة مدح طويلة، مشبهه بالنهر العظيم، الذي يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلى البحر، كما قام بكتابة مسرحية أيضا عن الرسول، لكنها لم تكتمل، ومن أهم ما قاله في الإسلام في ديوانه الشعري "إذا كان الإسلام معناه أن نسلم أمرنا لله، فعلى الإسلام نعيش ونموت جميعا".