تسلمت فرنسا، أمس الثلاثاء، من الولاياتالمتحدة الديكتاتور البنمي السابق الجنرال، مانويل نورييغا، لمحاكمته بتهمة تبييض أموال.نورييغا أياما قبل اعتقاله عام 1989 من قبل القوات الأميركية (أ ف ب) وحطت الطائرة، التي أقلت نورييغا (74 سنة) من ميامي (فلوريدا، جنوب شرق) في مطار رواسي في منطقة باريس عند 56،07 (56 ،05 تغ)، كما أفادت مصادر ملاحية. وصرح المتحدث باسم وزارة العدل الفرنسية، غيوم ديدييه، لوكالة فرانس برس أن عملية تسلم نورييغا بدأت وأن "فرنسا أبلغت بهذا التسليم قبل أسبوعين". وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية لفرانس برس أن الوزيرة، هيلاري كلينتون، وقعت أمر تسليم نورييغا. وجاء في وثائق قضائية أن مانويل نورييغا صعد على متن طائرة تابعة لشركة اير فرانس، أقلعت من ميامي متوجهة إلى باريس في الرحلة الجوية رقم ايه.اف 695. وبثت شبكتا "سي.ان.ان" و"سي.بي.اس" صور رجل قيل إنه نورييغا يصعد إلى طائرة بعد الظهر. وأفادت مصادر قريبة من الملف أن موظفين من إدارة السجون الفرنسية رافقوا الديكتاتور السابق خلال رحلته إلى فرنسا. وردا على سؤال لفرانس برس امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن الإدلاء بأي تعليق. من جانبه أعلن محامي نورييغا الأميركي، فرانك روبينو، أنه "لا يعلم شيئا" عن قرار تسليم موكله، مؤكدا لفرانس برس أن "وزارتي الخارجية والعدل لم تبديا أدنى حد من اللياقة لإبلاغي بأمر التسليم، الذي جرى التوقيع عليه وبأن الجنرال نورييغا بصدد الرحيل". وكانت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة رفضت في 22 مارس طلبا تقدم به نورييغا للطعن في قرار تسليمه. وأعلنت حكومة بنما، أول أمس الاثنين، أنها تحترم قرار الولاياتالمتحدة "السيادي" بتسليم فرنسا الديكتاتور السابق، مطالبة في الوقت نفسه بإعادته إلى بلاده لمحاكمته. وأكد محامي نورييغا في بنما، خوليو بيريوس، لفرانس برس أن تسليم نورييغا كان نتيجة اتفاق سري بين حكومات بنما والولاياتالمتحدةوفرنسا تفاديا لعودته إلى بلاده. وحكم على الجنرال نورييغا في بنما بالسجن 54 سنة لتورطه في اختفاء واغتيال معارضين بين 1968 و1989. وأطاح تدخل أميركي في بنما، بناء على أمر من الرئيس الأميركي، جورج بوش الأب، بنورييغا سنة 1989. وبعد اعتقاله أدين بالسجن أربعين سنة في الولاياتالمتحدة بتهمة تهريب المخدرات وأودع السجن في فلوريدا، لكن جرى تخفيف الحكم إلى 17 سنة لحسن سلوكه في السجن. غير أنه قبل أيام قليلة من الإفراج عنه في سبتمبر 2007، وافق قاض فدرالي أميركي على تسليمه إلى باريس. وحكم القضاء الفرنسي على نورييغا غيابيا سنة 1999، بالسجن عشرة أعوام بعد إدانته بعدة تهم لكنه يريد إعادة محاكمته بتهمة تبييض أموال. وصرح غيوم ديدييه لفرانس برس أنه "حين يصل إلى فرنسا، سيحال أمام مدعي عام الجمهورية، الذي سيبلغه فحوى محضر الاعتقال الصادر بحقه"، مضيفا أن "قاضيا سيتخذ لاحقا قرارا بشأن احتمال إيداعه الحبس الاحترازي في انتظار مثوله أمام محكمة الجنح". وتابع ديدييه أن "المثول سيجري في موعد أقصاه شهران، بعد إيداعه الحبس الاحترازي"، موضحا أنه لا يمكن تمديد المهلة سوى مرة واحدة. واعتبر محامي نورييغا الفرنسي، إيف لبركييه، مساء أول أمس الاثنين، في تصريح لإذاعة فرانس أنفو أنه لا يمكن للقضاء الفرنسي محاكمة موكله بسبب تقادم الوقائع وكذلك لحصانته بصفته رئيس دولة سابقا. وبعد أن اعتبر لوقت طويل حليف الولاياتالمتحدة خلال الحرب الباردة، انقلب الوضع في واشنطن على نورييغا، المخبر السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه)، لتورطه في تهريب المخدرات.