في 26 من شهر دجنبر 2008، فقد محمد الحيمر الإدريسي زوجته نعيمة الزائر، متأثرة بمضاعفات النزيف الحاد الذي ألم بها، ولم تنفع معه تدخلات الطبيب المولد وأخصائي الإنعاش في إخراجها من الغيبوبة، التي أصابتها، حتى بعد أن اضطر طبيبها إلى إزالة رحمها لوقف النزيف. وفاة نعيمة، البالغة من العمر قيد حياتها 34 سنة، هزت نفسية زوجها، وعائلتها وجميع أقاربها ومحبيها، ليس لأنها قضت نحبها أثناء الوضع، ولكن لأنها خلفت ثلاثة توائم، هم صفاء ومروة ومحمد أمين، دون أن تستطيع إلقاء نظرة واحدة عليهم، سواء بعد استيقاظها من التخدير الذي خضعت له خلال العملية القيصرية، أو قبل دخولها في غيبوبة بسبب النزيف. وما يزال الزوج تحت تأثير الصدمة، عاجز عن استيعاب أسباب وفاة زوجته التي رافقها إلى إحدى المصحات في الدارالبيضاء، وكلها نشاط وفرحة وشوق إلى رؤية توائمها، وكانت تعتقد أنها حاملا باثنين لا ثلاثة، حسب صور الكشف بالصدى، ليكتشف الأطباء والزوج وباقي أفراد العائلة أن عدد التوائم ثلاثة. الوفاة المفاجئة للأم، دفعت بالزوج إلى الشك في الأسباب المؤدية لها، ورجح تعرض زوجته إلى خطأ طبي أثناء الولادة، بسبب تأكيده على سلامة صحتها من أي مرض، استنادا إلى نتائج الكشوفات المخبرية والوصفات الطبية التي تبين خلوها من داء السكري واستقرار نسبة الملح في الدم، والتزامها باستشارة عدد من الأطباء، دون أن ينكر أنها كانت تعاني مرض فقر الدم وكانت تخضع لعلاج لمكافحته طيلة حملها. أما طبيبها المولد، فنفى وقوع أي خطأ طبي أثناء الولادة، مؤكدا أن الفقيدة، أصيبت بنزيف حاد، وأنه بذل ما في وسعه لإنقاذها، إلا أن عشرين قارورة من الدماء لم تجدي نفعا لتعويض دمائها، فاضطر إلى استئصال الرحم بتنسيق مع الزوج، مشيرا إلى أنه لم يكن الطبيب المتتبع لحمل الفقيدة، لأنها لم تتوجه إلى المصحة إلا خلال شهرها التاسع، حينما قررت الوضع في المصحة. حاليا، سلم سيدي محمد حيمر الإدريسي، زوج الفقيدة، الذي يحمل بطاقة "الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة"، أمره إلى لله في فقدان زوجته، التي لم يخفي حبه لها وتقديره لحسن معاملتها له قيد حياتها، رغم مرور أقل من سنة على زواجهما، ولم يخف كذلك حاجته إلى مساعدة.