جرى، مساء أول أمس الخميس، بباريس، تسليم أوسمة علوية لأربع شخصيات فرنسية مرموقة، من بينها المؤلف الموسيقي جان ميشيل جار، والإعلامي إتيان موجيوط، اعترافا بدورهم في توطيد روابط الصداقة بين المغرب وفرنسا. وسلم سفير المغرب بفرنسا، المصطفى ساهل، هذه الأوسمة الملكية، خلال حفل حضره العديد من ممثلي عالم الفن والثقافة والإعلام والسياسة. كما وشح ساهل الروائية كريستين أوربان، التي ترعرعت في الدارالبيضاء، وجان فيليب بيير، رئيس ديوان وزير الثقافة والاتصال الفرنسي، الذي عمل في الوزارات، التي مارس بها مهاما (المالية والداخلية)، على تحقيق التقارب بين المغرب وفرنسا. وأبرز السفير، في كلمة تهنئة للحاصلين على الأوسمة الملكية، الحب الذي تكنه كريستين أوربان للمغرب، حيث ولدت وترعرعت بين الدارالبيضاء والمحمدية، وهو الحب الذي جسدته في رواية مؤثرة "لا تنسي أن تكوني سعيدة". كما أكد ساهل أن جان ميشيل جار، سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، والموسيقي البارع نجح في جمع "الحشود من جميع الثقافات"، مذكرا بالحفل الموسيقي للتسامح، الذي التأم فيه أزيد من مليون شخص على مقربة من برج إيفل في باريس. وأشاد أيضا بالحفل الموسيقي الضخم، الذي كان أحياه سنة 2006 فوق رمال مرزوكة بجنوب شرق المملكة. وبقي هذا الحفل الاستثنائي، الذي أحيته كذلك فرق موسيقية مغربية حول موضوع إيكولوجي يتعلق ب "الماء، من أجل الحياة"، راسخا في الأذهان كمفخرة تقنية ونجاح شعبي هائل. أما بالنسبة لإتيان موجيوط، الوجه البارز في المجال السمعي البصري الفرنسي الذي جعل القناة الفرنسية الأولى في مقدمة مقياس المشاهدة، وأطلق أول قناة إخبارية تبث على مدار الساعة "فرانس 24"، قبل أن يعود إلى الصحافة المكتوبة، فقد أبرز ساهل الاهتمام والصداقة اللذين أبان عنهما دائما هذا الإعلامي تجاه المغرب. كما جرى تسليم هذا الوسام الملكي لهذا المسؤول بأكبر وسيلة إعلامية فرنسية، تنويها بانخراطه في النهوض بقضايا التنوع على الشاشة الصغيرة، وهو الموضوع الذي يمس بشكل كبير الجالية المغربية في فرنسا. وجرى توشيح جان فيليب بيير، أيضا، لمساهمته في العديد من الشراكات بين عمداء مغاربة وفرنسيين، وفي إبرام اتفاقيات للتعاون والتنمية الاقتصادية، وحول إشكاليات أمنية بين المغرب وفرنسا، في إطار المسؤوليات الوزارية المتتالية التي تقلدها. وجرى حفل تسليم هذه الأوسمة العلوية في أجواء ودية، بحضور العديد من الشخصيات، من بينها، على الخصوص، وزراء فرنسيون سابقون في الثقافة رونو دونديو دو فابر، والتعاون ميشيل روسان، والعلاقات مع البرلمان روجي كارتوشي.