قادت الرغبة الجامحة لأحد الأشخاص، بمدينة تطوان، في الانتقام من شخص آخر، إلى تقديم وشاية كاذبة، تتعلق بحيازة الأخير لسلاح ناري في سيارته، وتهديده بهالأمر الذي فطن له محققو الشرطة القضائية الولائية بأمن تطوان، لينتهي المطاف بالمدعي وراء القضبان، بتهمة "التبليغ عن جريمة خيالية، وإهانة الضابطة القضائية بالإدلاء بتصريحات كاذبة". وتعود تفاصيل الحادث، حسب مصادر أمنية، إلى أن شخصا، يدعى العياشي (ح)، تقدم إلى مصلحة الشرطة بباب سبتة، بشكاية، يفيد من خلالها أن المدعو عبد السلام (ش)، بحوزته سلاح ناري في سيارته، وأنه هدده به، يوم 26 فبراير الماضي. وأوضحت المصادر أن المعني بالأمر أحيل على مصلحة الشرطة القضائية الولائية، التي باشرت تحرياتها في الشكاية، ونصبت كمينا للمدعو عبد السلام، وفتشت سيارته، غير أنها لم تعثر على أي شيء. وذكرت المصادر أن تعميق البحث مع المدعي، العياشي، قاد إلى التوصل إلى الحقيقة، واعترف بأن الجريمة، التي تحدث عنها، هي من صنع خياله، وأنه أراد الانتقام من خصمه، الذي لم يف بالتزامه معه. وذكر المدعي، العياشي، الذي تحول إلى متهم، أنه اتفق مع خصمه، عبد السلام، الذي يمتهن حرفة الصباغة، سنة 2006، من أجل طلاء منزله، وإنجاز بعض الإصلاحات الأخرى، وسلمه مبلغ 700 أورو كتسبيق، بيد أن الأخير لم يف بالتزامه، وظل يماطله، ولم يعد له المبلغ المالي. وذكر المتهم، في معرض تصريحاته، أنه أحس ب"الحكرة"، فقرر الانتقام من عبد السلام ،بمحاولة توريطه في أي شيء، واهتدى إلى هذه الفكرة، التي انكشفت بفضل يقظة محققي الشرطة القضائية الولائية بأمن تطوان. وأحيل المتهم، العياشي، أول أمس الثلاثاء، على ابتدائية المدينة، بتهمة "التبليغ عن جريمة خيالية، وإهانة الضابطة القضائية بالإدلاء بتصريحات كاذبة".