عاشت الأجهزة الأمنية بالرباط، يوم الجمعة الماضي، حالة استنفار بعد توصلها بمعلومات عن قيام أحد الملتحين بمحاولة تنفيذ عمل إرهابي بأحد الفنادق الراقية بحي حسان في قلب العاصمة. وكانت المصالح الأمنية قد انتقلت إلى الفندق المذكور، بعد أن تم الاتصال بها من قبل الإدارة، للإخبار عن قيام شخص ملتح بالهجوم على الفندق، وإصابة مستخدمة بجروح على مستوى اليد والعنق، بواسطة مدية من الحجم الكبير، ليتم نقلها إلى المصحة لتلقي الإسعافات. بعد ذلك تكلفت فرقة أمنية بمعاينة مكان الحادث، فيما انتقلت فرقة أخرى إلى المصحة من أجل الاستماع إلى الضحية، التي أكدت أن شخصا نحيلا وله لحية طويلة قام بمهاجمتها بالطابق الأرضي، واحتجزها بالمصعد تحت التهديد بالسلاح الأبيض، قبل أن يوجه إليها مجموعة من الأسئلة حول جنسية مدير الفندق، وعما إذا كان الأجانب القاطنون بالفندق يشربون الخمر في رمضان ولا يصومون. وأضافت المستخدمة أنها شعرت بالرعب، ولم تعد تدرك ما حولها قبل أن تنهار مغمى عليها، وبعد التحري والتدقيق في تصريحات الضحية، والاستماع إلى الأفراد المكلفين بالحراسة، ومباشرة سلسلة من التحريات والحملات التمشيطية، التي ساهمت فيها فرق تنتمي إلى أجهزة أمنية مختلفة، تغير مسار البحث، وتم التركيز على المستخدمة، بعد أن فطن محققو الشرطة القضائية إلى أن شكل الجروح التي تحملها يشير إلى أنها أحدثت بطريقة متعمدة، وهو الاحتمال الذي تعزز بعد أن تبين أن الموظفة تعاني من مشاكل نفسية. وبعد محاصرتها بالأسئلة، انهارت لتعترف بأنها لجأت إلى إلحاق جروح بجسدها، ودخلت إلى المصعد لتتعمد الإغماء، بعد أن أعدت رواية الهجوم الإرهابي للانتقام من مديرها الذي يعاملها معاملة سيئة، لتتم إحالتها على المحاكمة بتهم التبليغ عن جريمة خيالية، وإهانة الضابطة القضائية بالتصريح الكاذب.