أعلنت "هيئة النزاهة" العراقية, أول أمس الأربعاء, إحالة 356 متهما بالفساد على القضاء خلال شهرين, كما أصدرت أكثر من أربعمائة مذكرة للقبض على آخرين بينهم 18 مديرا عاما وأربعة برتبة وزير.وأوضحت الهيئة في بيان أنها "أحالت، خلال شهري يناير وفبراير من العام الحالي، 356 متهما على محكمة الجنايات بتهم فساد بلغت قيمتها46 مليار دينار" (حوالي أربعين مليون دولار). وأكدت أن "أوامر القبض الصادرة خلال الشهرين الماضيين بلغت 433 مذكرة بينها أربع بحق موظفين كبار بدرجة وزير, و18 بدرجة مدير عام". يشار إلى أن هيئة النزاهة في العراق والمرتبطة بمجلس الوزراء, لديها مدير عام في جميع الوزارات وظيفته مراقبة سير الأوضاع في تلك الوزارة والإشارة إلى الانتهاكات التي قد تحصل فيها. من جهة أخرى، أفادت منظمة "لاجئون دوليون" غير الحكومية أن مئات آلاف العراقيين الذين نزحوا من ديارهم بسبب الحرب إلى مخيمات يعمها البؤس يعانون أزمة إنسانية خطيرة، وطلبت مساعدة واشنطن. وكشفت المنظمة غير الحكومية ومقرها الولاياتالمتحدة، عشية الذكرى السابعة لاجتياح العراق إن بين المليون ونصف عراقي الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في 2006 و2007 أي حوالي 500 ألف، يعيشون في الأكواخ. وزارت فرق ريفوجيز انترناشيونال لإجراء هذا التحقيق عشرين مخيما للنازحين العراقيين الذين يعانون النقص في المياه والمنشآت الصحية ومن إقامتها في أحياء فقيرة وتحت الجسور وعلى طول السكك الحديدية وقرب المزابل. وأفاد التقرير أن الحكومة العراقية لا تبذل الكثير وربما لا تفعل شيئا لمساعدة النازحين. ودعا التقرير الولاياتالمتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة في هذه الأزمة الإنسانية إلى الاهتمام بالنازحين. وأضاف انه حتى وان تمكن العراق من تحقيق موارد ضخمة بفضل نفطه فستمر سنوات قبل أن تكون الحكومة قادرة على إعادة بناء البنيات التحتية في البلاد وتوفير الخدمات الضرورية الأولى للسكان. وقالت المنظمة إن دوافع القلق حاليا في مجال الأمن تمس الجهود المبذولة في مجال التنمية وبالتالي فان من الحيوي أن تواصل الولاياتالمتحدة وغيرها من الجهات المانحة دعم برنامج إنساني قوي وواسع. وأظهر شريط فيديو قصير أنجزته المنظمة عدة مخيمات في حالة مزرية. وخلال عرض التقرير في واشنطن دعا سفير العراق في الولاياتالمتحدة سمير شاكر الصميدعي الحكومة العراقية إلى بذل المزيد من أجل العراقيين النازحين داخل وخارج البلاد وقال بعد مشاهدة الفيديو أن بلدا يقوم على بحرية من النفط لا يجب ان يعيش سكانه في مثل هذه الظروف. من جانبها، قالت الملكة نور قرينة العاهل الأردني انه حتى وان اختفت أعمال العنف في العراق من أولى صفحات الصحف فان على الأميركيين عدم نسيان الاضطهاد والعنف الذي يعانيه النازحون في العراق رجالا ونساء وأطفالا.