أشاد كاتب الدولة الإسباني في التعاون الإقليمي غاسبار ثارياس، أمس الثلاثاء بمدينة قرطبة (الأندلس)، بمشروع الجهوية المتقدمة الذي انخرط فيه المغرب.وأبرز المسؤول الإسباني، في تدخل أمام المنتدى الأول للسلطات المحلية الاتحاد الأوروبي-المغرب بمشاركة ممثلين عن السلطات المحلية بالبلدان الأوروبية والمغرب، أن مسلسل الجهوية المتقدمة التي انخرط فيها المغرب جدير بالإشادة والترحيب. وقال كاتب الدولة الإسباني، في هذا الصدد، إن إسبانيا يمكن أن تشكل مثالا يحتذى به في هذا المجال، موضحا أن مسلسل الجهوية في إسبانيا مكن البلاد من تحقيق التنمية العادلة بين جميع الجهات. ومن جهة أخرى، أكد ثارياس أن المغرب، البلد الذي يشهد تنمية، يعتبر "شريكا استراتيجيا" بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وأشار كاتب الدولة الإسباني في التعاون الإقليمي إلى أن المغرب، الذي انخرط في ورش واسع للإصلاحات في جميع المجالات، يعد شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، أكد المسؤول الإسباني أن القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، المقرر عقدها في نهاية الأسبوع الجاري بغرناطة، تأتي تتويجا للجهود التي تبذلها المملكة من أجل بناء دولة القانون وتصميمها على المضي قدما في طريق الإصلاحات، معربا عن "ارتياح" بلاده لعقد هذه القمة في إطار الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي. وأضاف كاتب الدولة الاسباني أن "هذه القمة ستشكل لحظة قوية خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي، ومنعطفا في العلاقات بين المغرب والاتحاد"، معربا عن ارتياحه لعلاقات التعاون الممتازة القائمة بين بلاده والمغرب في جميع المجالات، خاصة في ما يتعلق بالأمن والهجرة. وفي هذا الإطار، أشاد غاسبار ثارياس بالدور الذي تضطلع به الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا في التقدم الاقتصادي للبلاد، مبرزا أن هذه الجالية تعد مثالا يحتذى به في مجال الاندماج. ومن جهة أخرى، شدد كاتب الدولة الإسباني في التعاون الإقليمي على أهمية المنتدى الأول للسلطات المحلية الاتحاد الأوروبي-المغرب، من أجل وضع جدول عمل مشترك حول التعاون اللامركزي، داعيا السلطات المحلية إلى بذل المزيد من الجهود لمرافقة تطور التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ومن جانبه، حث عمدة مدينة الرباط فتح الله ولعلو السلطات المحلية والمنتخبين على المساهمة في تطوير الشراكة بين المملكة وجميع البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أن هذه المساهمة ستكون مفيدة لكلا الجانبين. وأبرز ولعلو أن قمة قرطبة تشكل فرصة للوقوف على حصيلة التعاون اللامركزي بين المدن المغربية ونظيراتها الأوروبية لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون. وبعد أن استعرض الأوراش الكبرى في مجال الإصلاحات التي أطلقها المغرب في جميع الميادين، أبرز عمدة مدينة الرباط أن المغرب عازم على المضي قدما في مسلسل الإصلاحات من أجل بناء دولة القانون لمواجهة تحديات العولمة. ويتناول هذا الملتقى عددا من المواضيع من بينها علاقات حسن الجوار بين الاتحاد الأوروبي والمغرب والتنمية المحلية والإندماج الاجتماعي ومخططات التنمية الجهوية والحكامة والدعم المؤسساتي للإدارة المحلية، بالإضافة إلى الثقافة والتجديد في مجال الإدارة المحلية. ومن بين الأهداف التي يسعى المنتدى الأول للسلطات المحلية الاتحاد الأوروبي-المغرب إلى تحقيقها، التنمية المتوازنة في المجال الترابي، والنهوض بالحكامة على جميع المستويات، وإحداث مشاريع نموذجية من أجل التنمية بجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز أداة حسن الجوار الأوروبية، فضلا عن تعزيز أواصر التعاون اللامركزي في أفق وضع جدول أعمال مشترك بين الجهات المحلية في الاتحاد الأوروبي والمغرب وذلك اعتمادا على مبادئ التنسيق والانسجام في مجال التعاون الدولي. ويتم خلال هذا المنتدى، الذي يحضره ممثلون عن السلطات المحلية بالبلدان الأوروبية والمغرب، تقديم مخطط العمل الذي وضعته الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية في إطار الإتحاد من أجل المتوسط.