جرى التوقيع، أخيرا، على عقد برنامج لتأهيل قطاع الزربية التقليدية، بغلاف مالي بقيمة 126 مليون درهم. ويندرج إبرام هذا الاتفاق، في إطار تفعيل "رؤية 2015"، للنهوض بالصناعة التقليدية.الزربية الأمازيغية تطمح إلى استعادة مكانتها في الأسواق الأوروبية والأميركية (خاص) وبعد إطلاق، سنة 2007، علامة زربية "تيسلي" قامت الحكومة، وعيا منها بصعوبة الوضعية، التي يمر بها هذا القطاع، بإعداد برنامج متكامل ومندمج لفائدة قطاع الزربية التقليدية، وفق مقاربة تشاركية مع المهنيين، وبمساهمة القطاعات الحكومية، والمؤسسات العمومية المعنية. ويهدف هذا البرنامج إلى الرفع من القدرات التنافسية للزربية المغربية في الأسواق الداخلية والخارجية، مع المحافظة على أصالة المنتوج وخصوصيته، كتراث وطني، من خلال تأهيل سلسلة الإنتاج، والرفع من قدرات الموارد البشرية والتقنية العاملة في القطاع، وتحسين ظروفها الاجتماعية. ويرى المهنيون أن هذا القطاع في حاجة إلى دفعة قوية، بما أنه، منذ 20 سنة الأخيرة، ما فتئت الصادرات تسجل تراجعا ملحوظا، في غياب استراتيجية تجارية، إذ قفزت من مليوني متر مربع سنة 1989، إلى 400 ألف في الوقت الراهن، وإنتاج يبلغ 800 ألف متر مربع، ورقم معاملات يناهز 70 مليون درهم، وفق آخر الإحصائيات المتوفرة. وتبقى السوق الوحيدة هي ألمانيا، التي تستقطب 70 في المائة من الصادرات، إذ يركز طلبها على الزربية الأمازيغية. وأفاد المهنيون أن الزربية المغربية بدأت، منذ أواخر الثمانينيات، تعاني منافسة الزربية الآسيوية والإيرانية، إذ سرع وصول الصين إلى السوق الألمانية، نهاية التسعينيات، من تراجع قيمة الصادرات، وكان من اللازم مواكبة اتجاه الأسعار، التي لم تتجاوز 12 أورو للمتر المربع. ويهدف مخطط العمل، الذي أعدته الحكومة، إلى تكسير هذا الاتجاه، ورفع الصادرات إلى 500 ألف متر مربع، برسم 2015، وجعل رقم المعاملات يناهز 200 مليون درهم، خاصة من خلال مراجعة الأسعار، وجعلها في حدود 18 أو 20 أورو للمتر المربع، ليبقى الطموح الأهم هم الرفع إلى 80 أو 100 أورو في السوق الأوروبية، وهو فاصل يمكن تجاوزه بالنسبة إلى بعض المنتجات في السوق الأميركية. إضافة إلى إنعاش المبيعات، وعرض الزرابي في السوق المحلية، إذ يرتقب أن يبلغ 400 ألف متر مربع. وسيجري التركيز في الفترة الممتدة بين 2009 و2015، على الزربية القروية من منطقة الحوز، والشياظمة، والصويرة، ومراكش، وأبي الجعد. وفي السنة الحالية، يركز المخطط على زرابي الأطلس المتوسط (ورزازات وخنيفرة)، التي تتوفر على فرصة للتصدير نحو الأسواق الأوروبية، الإيطالية، والنمساوية، والأميركي. ويتراوح السعر بين 1000 و1500 متر مربع بين 24 ألفا و27 ألف درهم في أروقة نيويورك. أما بالنسبة إلى الزربية الحضرية، يرتقب المخطط، بتعاون، مع تعاونيات الرباط، وسلا، والقنيطرة، وضع علامة للتصديق، التي سيجري تطويرها، بشراكة مع مختبر المدرسة العليا للصناعات النسيجية، إذ جرى إعداد دفتر تحملات، يحدد نوعية الصوف المستعمل، وتقنيات التصنيع، التي يجب أن تستجيب لها المقاولات العاملة في هذا الميدان، بغية الحصول على "علامة المغرب"، التي ستمنح لهم، وستستفيد هذه المقاولات من برنامج لتأهيل من قبل الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة، بغلاف مالي يناهز 30 مليون درهم.