أكدت مصادر "المغربية" أنه، بعد الهزات الأرضية المتكررة، التي سجلت بكل من عين بيضا وبريشة، بإقليم شفشاون..سادت حالة من الخوف والرعب في نفوس سكان المدينة، الذين يتوقعون أن تشهد المنطقة، في أي وقت، هزة أرضية بسبب غياب التطمينات من طرف المصالح الجيو فيزيائية، والوقاية المدنية، والسلطات، من أجل أخذ الحيطة والحذر. وأفادت المصادر ذاتها أنه، بعد سماع خبر تسجيل هزات أرضية بضواحي شفشاون، شهدت المدينة حركة غريبة في مخادع الهاتف، وأجريت اتصالات مكثفة بين الأقرباء للاطمئنان. وأضافت المصادر أن سكان ضواحي شفشاون لم يعرف النوم طريقا إلى جفونهم، منذ الهزة الأرضية الثانية، وبدأ الفزع يتسلل إلى قلوبهم، فمنهم من باتوا في العراء، خوفا من أن يضرب الزلزال المنطقة، وتتهدم بيوتهم، المبنية بالطوب، على رؤوسهم. وقالت المصادر ذاتها إن بعض السكان نزحوا إلى مدن تطوان، وطنجة، وتازة، لدى أقربائهم، خوفا من الهزات الأرضية المتكررة، وهروبا من الموت، بينما كان آخرون بصدد جمع أمتعتهم للسفر إلى الدارالبيضاء، والرباط. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن سكان شفشاون مهددون، في حالة تسجيل هزة أرضية قوية، نظرا لأن البنايات بالمدينة القديمة مهترئة، والممرات ضيقة، لا تسمح بمرور سيارة الإسعاف. وأكدت المصادر ذاتها أن هناك تخوفات لدى سكان شفشاون من أن تتكرر فجيعة زلزال الحسيمة، القريبة من المنطقة، في فبراير 2004. وذكرت المصادر أن عدد الهزات الأرضية بإقليم شفشاون بلغ خمس هزات متتالية. وكان ناصر جبور، رئيس مصلحة مراقبة الزلازل التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء، أكد في تصرح ل "المغربية" أن الهزات الأرضية الأخيرة، التي شهدتها شفشاون وورزازات، ناتجة عن حركات تكتونية مستمرة، ناتجة عن فوالق وصدوع في القشرة الأرضية، تتميز بكونها مشحونة بطاقة زائدة، تخلف هزات أرضية، ناتجة عن عملية تفريغها لتلك الشحنة، إلا أن هذا النوع من الحركات التكتونية لا يعطي هزات رئيسية أو كبيرة تتصف بالحدة، حسب المصدر. وقال الأخصائي إن تكرار الهزات الأرضية في المغرب، طيلة الفترة الأخيرة، يأتي بعد فترة هدوء، امتدت شهورا عدة، وأن الهزات تتميز بكونها متشابهة مع سابقتها من حيث الشكل وقوة الهزة، وصاحبتها هزات محسوسة، وأخرى لم يستشعرها المواطنون. وعلل تسجيل عدد من الهزات الأرضية بوجود المغرب في خط التماس، الممتد بين المغرب وشبه الجزيزة الإيبيرية، وهو خط يمتد من جبل طارق إلى حدود جزر الأعاصير في اتجاه الشرق عبر البحر الأبيض المتوسط، في نقطة الالتقاء بين الصفيحتين القاريتين الإفريقية والأوروبية.