تتضاءل الآمال في العثور على ناجين، أمس الثلاثاء، غداة تحطم الطائرة الإثيوبية بعد دقائق من إقلاعها من مطار بيروت الدولي، وهي تقل تسعين راكبا وسط أحوال جوية سيئة للغاية.رغم رداءة الجو البحث ما زال مستمرا للعثور على ناجين وأدلة (أ ف ب) وتواصلت عمليات البحث عن ضحايا الطائرة الإثيوبية بمؤازرة دولية. وقال مسؤول أمني رفيع لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، "من غير المرجح العثور على ناجين بسبب الوقت الذي انقضى". وفيما لم تتحدد بعد أسباب الكارثة، التي أعلنت على إثرها الحكومة اللبنانية يوم حداد، نقلت تقارير أن تسجيلات برج المراقبة كشفت أن قائد الطائرة المنكوبة طار في اتجاه معاكس لذلك الذي أوصاه به برج المراقبة. وأعلن الجيش اللبناني انتشال 21 جثة من إجمالي ركاب الطائرة وكانت تقل 90 شخصاً: 82 راكباً: 51 لبنانياً، و25 أثيوبياً، وثلاثة من البريطانيين بالإضافة إلى عراقي وتركي وسوري وكندي وروسي، وفرنسية هي زوجة السفير الفرنسي لدى لبنان، بالإضافة إلى طاقمها المؤلف من ثمانية أشخاص، حسب "الخطوط الأثيوبية". وقال وزير الأشغال اللبناني، غازي العريضي، إن الطائرة اختفت من شاشة الرادار بعد دقائق من إقلاعها من مطار "رفيق الحريري" الدولي، فيما استبعدت السلطات العمل التخريبي، في انتظار نتائج التحقيقات. ووصلت طائرة أثيوبية تقل فريق تحقيق يضم 14 شخصا إلى بيروت للمساعدة في معرفة سبب الحادث. ونقلت مصادر عسكرية أميركية أن الجيش أرسل مدمرة "USS Ramage والطائرة P-3 أميركية من (P-3 ) ذات الاستشعار الحراري التابعة للبحرية للمشاركة في جهود البحث عن الضحايا والصندوق الأسود للطائرة بطلب من السلطات اللبنانية. وقال العريضي ردا على سؤال: أن قائد الطائرة الذي أعطي توجيها لاتخاذ طريق ما، ذهب في هذا الاتجاه، ثم بعد قليل حاد عنه. وطلب منه برج المراقبة العودة إليه مرة ثانية ومرة ثالثة، ثم قام قائد الطائرة بالالتفاف نسبيا سريعا، وعندها انقطع الاتصال، وفق وكالة الأنباء اللبنانية. وبدوره أعلن وزير الدفاع اللبناني، إلياس المر، أن التسجيلات في برج المراقبة في مطار بيروت تثبت أن قائد الطائرة الإثيوبية طار في اتجاه معاكس لذاك الذي أوصاه به برج المراقبة. ونقلت قناة "المنار" تصريحات المر أن "برج المراقبة طلب من قائد الطائرة أن يقود طائرته في اتجاه معين" تفاديا للعواصف. "إلا أنه سلك اتجاها معاكسا". غير أنه أكد أن أسباب عدم تجاوب قائد طائرة البوينغ لم تعرف بعد. وقد تكون خارجة عن إرادته". وأوضح المر أن قانون الطيران يجيز لقائد الطائرة اتخاذ قرار معاكس لما يطلبه منه برج المراقبة. على أن يبلغ السلطات الملاحية بقراره، حسبما أورد التقرير. وشهد لبنان خلال اليومين الماضيين أحوالا جوية عاصفة وأمطارا غزيرة. من جهة ثانية.. وبعد ساعات من وقوع الحادث، قالت الحكومة اللبنانية إنها لم تعثر على أي ناجين من ركاب الرحلة رقم 409، التي تحطمت على بعد 3.5 كيلومترات من السواحل اللبنانية، إلى الغرب من بلدة الناعمة، التي تبعد 15 كيلومتراً إلى الجنوب من بيروت. وكانت الطائرة الإثيوبية، وهي من طراز بوينغ 737-800، تقوم برحلة من بيروت إلى إديس أبابا، وتقل 90 راكباً، إلا أن الأرقام الأولية تضاربت بعد أن قالت مصادر لبنانية إن 78 راكباً بالإضافة إلى طاقم مؤلف من 7 أفراد، كانوا على متن الرحلة المنكوبة. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية أنه جرى العثور على حطام الطائرة الأثيوبية قبالة شاطئ الناعمة، فيما أفاد شهود عيان أن كتلة نار شوهدت في السماء قبل سقوطها في البحر. وأشارت الوكالة إلى أنه جرى استنفار كل القوى الأمنية والصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وجهاز الإطفاء والقاعدة البحرية، في محاولة لإنقاذ الركاب.