يتواصل التألق الكروي العربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، المقامة حاليا في أنغولا، بحجز المنتخب المصري (الفراعنة) بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي، عقب فوزه، أول أمس الاثنين، بمدينة بانغيلا، على المنتخب الكاميروني بثلاثة أهداف لهدف واحد..احتفالات مصرية ببلوغ نصف نهاية كأس إفريقيا (أ ف ب) بعد الاحتكام إلى الشوطين الإضافيين، إثر انتهاء الوقت القانوني من المباراة بالتعادل هدف لمثله. وتتبع الجمهور المغربي بكثير من الحسرة والأسف، التفوق المصري وقبله الجزائري (الفينيك أو ثعالب الصحراء) على حساب منتخبي كوت ديفوار والكاميرون، اللذين يندرجان ضمن المستوى الأول من المنتخبات القوية على الصعيد القاري، بل إن العديد من المهتمين أكدوا أنهما سيكونان مرشحين فوق العادة لمنافسة منتخب مصر على اللقب، وبالتالي منعه من تحقيق ثلاثية متتالية، بعد عامي 2006 و2008، غير أن أشبال شحاتة وسعدان كان لهم رأي آخر.. كانت المقاهي مليئة بجمهور ظل يساند مصر والجزائر، وأظهر تعاطفا كبيرا مع عناصر المنتخبين، لما أظهرته من روح قتالية، وصمود وإرادة قويين على مدار 120 دقيقة، خصوصا أن الخصم كان البادئ بإحراز هدف السبق، غير أن ذلك لم ينل من عزيمتها. تفاعل الجمهور المغربي مع كل هجمة، وتحسر على الكرات الضائعة، شكر الله على أن دروغبا وإيطو ضيعا فرص أهداف حقيقية، وفرح للأهداف التي أحرزها بوغرة، ومطمور وجدو، وأحمد حسن، وعماد متعب، ثم خرج مرتاحا للعروض المقدمة. لكن الأسف والتحسر ظلا يلازمانه على الوضع الحالي للمنتخب المغربي، الذي كان إلى وقت قريب مهاب الجانب من طرف سفيري الكرة العربية في هذا العرس الكروي الإفريقي. وتشتد حدة التأسف والحسرة، عندما يقابل هذا التألق المبني على اللعب القتالي بمعناه الإيجابي لمنتخبي مصر والجزائر، والمستوى التقني الذي ظهرت به المنتخبات المشاركة في دورة 2010، ومع ما يعيشه منتخبه الوطني من فراغ على صعيد إدارته التقنية، إذ مازال مسؤولو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حائرين ومترددين وربما "خائفون" بشأن تعيين الربان الجديد لسفينة أسود الأطلس، في المحطات المقبلة. ففي كل مرة يجري تداول اسم جديد، بالأمس كان جريتس، ومانشيني، وهيدينك، ولويس فيرنانديز، وكليمنتي، وبيران، وتراباتوني.... واليوم إيلي بوب، ورودي غارسيا، وهيرفي رينان، وغدا ربما يكون الأرجنتيني ألفيو بازيل، الذي استقال نهاية الأسبوع الماضي، من تدريب بوكا جنيورز، أوالمكسيكي هوغو سانشيز، الذي غادر فريق ألميريا الإسباني، أو الأرجنتيني غابرييل كالدرون، الذي استغنت عنه إدارة اتحاد جدة السعودي، والجامعة صامتة "لا بلاغ ولا ندوة صحفية ولا خبر يؤكد أو يفند أو يفتح أفقا للأمل". ويتساءل عشاق الأسود، إلى متى سيظل هذا الصمت مستمرا؟ لكن ما هو مؤكد الآن، أن الجمهور المغربي سيستحضر حسه العربي، الذي سيشتد ويزداد لا محالة، غدا الخميس، خلال مباراة نصف النهاية، التي ستجمع بين المنتخبين الجزائري والمصري، وهو مؤمن أن الرابح الأكبر هو الحضور العربي، الذي نتمنى جميعا أن يصل إلى منصة التتويج القاري باللون الأبيض ممزوجا سواء بالأحمر أو الأخضر، وإن كان "جرح" غياب وتراجع المنتخب المغربي، سيظل غائرا إلى حين....