التمست النيابة العامة من غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة سلا المكلفة بقضايا الإرهاب، خلال الجلسة الصباحية، أمس الخميس، إدانة ما عرف بمجموعة "الدنكير"، بأحكام تتراوح بين 30 عاما و5 أعوام سجنا. واتهمت النيابة العامة هذه المجموعة بتشكيل خلايا نائمة في مدن العرائش، وطنجة، وعين تاوجطات، وبوجنيبة، في وقت بينت أنها جندت واستقطبت مرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق، ومتطوعين للتدريب في صفوف تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بالجزائر. وقال ممثل النيابة العامة، وهو يخاطب هيئة الحكم، إن "هؤلاء الأشخاص، الماثلين أمام العدالة، يشكلون تنظيما خطيرا، متشبعا بالفكر السلفي الجهادي، بل منهم من يتبني هذا الفكر، وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة". وأضاف القضاء الواقف في مرافعته أن "التهم الموجهة إلى هذه المجموعة ثابتة، بموجب اعترافات موثقة في محاضر الشرطة القضائية، والتحقيق التفصيلي، التي كشفت أن أحد أفرادها تلقى تدريبا بمعسكر الفاروق". ومعسكر الفاروق، حسب النيابة العامة، هو "معسكر تدريب لتنظيم القاعدة قرب مدينة قندهار، في أفغانستان، وهو المكان الذي يتلقى فيه المجندون التلقين الإيديولوجي والفكري، قبل انطلاقهم إلى القتال. ويرجح أن زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، كان في هذا المعسكر بين يوليوز وسبتمبر 2001. وبالإضافة إلى بن لادن، فإن معسكر الفاروق يرتبط بأسماء أخرى من القاعدة، مثل أبو مصعب الزرقاوي، والظواهري وآخرين". وجاء في ملتمسات النيابة العامة الحكم بالسجن 30 عاما، وأداء مليوني درهم غرامة، في حق متهم واحد، و25 سنة سجنا نافذا، مع مليون درهم غرامة بحق أربعة متهمين، والعقوبة السجن نفسها ضد ثلاثة متهمين، لكن دون غرامة. وزاد ممثل الحق العام ملتمسا الحكم ب 20 عاما سجنا بحق ستة متهمين، دون تغريم، وإدانة 15 متهما بأحكام تتراوح بين 15 عاما وخمس سنوات، والحكم بحق خمسة آخرين بالحد الأدنى من عقوبات باب الجنح. وانتفضت هيئة الدفاع في وجه ملتمسات النيابة العامة، ملتمسة من هيئة الحكم عدم مسايرة ما جاء به ممثل الحق العام، على اعتبار أن "عددا من المتهمين في هذه المجموعة، البالغ عددها 34 فردا، انتزعت اعترافاتهم تحت التعذيب". والتمس الدفاع "البراءة أساسا، والبراءة احتياطا لفائدة الشك، لعدم وجود دليل مادي واحد لإثبات الاتهام". وتوبع هؤلاء الأظناء من طرف النيابة العامة، كل حسب المنسوب إليه، بتهم، منها "تكوين عصابة إجرامية للإعداد والقيام بأعمال إرهابية، تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، بواسطة التخويف والترهيب والعنف ، والتحريض على تنفيذ أعمال إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية، دون تصريح مسبق".