قال الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن الجهوية تعد إحدى مقومات بناء المغرب الكبير، مضيفا أن التصور المغربي للجهوية سيوفر الظروف لبناء المغرب الكبير. واعتبر المالكي، في لقاء نظمه فرع الرباط للاتحاد الاشتراكي، الجمعة الماضي، حول "الجهوية الموسعة في الصحراء: آلية لتسريع وتيرة الانتقال الديمقراطي وتفعيل المسلسل التنموي"، أن هذا البعد الجديد للجهوية سيساهم في خلق نقاش داخل دول الجوار، ما سيؤدي إلى معالجة بعض الأزمات، التي تعرفها بعض الدول القريبة من المغرب. وأكد أن موضوع الجهوية الموسعة، التي أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن تنصيب لجنة استشارية خاصة بها، يطرح في ظرفية إقليمية ودولية مناسبة جدا، موضحا أن العولمة، بقدر ما أضعفت الدول وساهمت في تجاوز الكيانات الدولية، أفرزت حركية جديدة، لصيقة بكل ما هو محلي . وشدد على أن العولمة جعلت من المحلي، بمفهومه الواسع، إحدى الأدوات ،التي من شأنها أن تساعد على إعادة بناء الدولة، والرفع من جاذبية الاقتصادات الوطنية، وأحد العناصر المؤسسة للتنافسية. مضيفا أن الجهة أصبحت، في عدد كبير من الدول الديمقراطية العريقة، مخاطبا مؤسساتيا، وفاعلا مهما، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا. وأبرز المالكي أن بعض الدول أصبحت تمرر مشاريع ومقترحات باسم ما هو محلي، أي من خلال الجهة والجهوية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي، الذي منح المغرب وضعا متقدما، يعطي أهمية خاصة للتعاون والتنسيق من خلال البعد الجهوي، وهذا ما يعد اعترافا ضمنيا بصواب هذا الاختيار. وفي معرض تطرقه للركائز المساعدة على بناء نموذج مغربي مغربي، يستوعب نتائج المرحلة السياسية الحالية، أكد على ضرورة ترسيخ بعض الثوابت، ومن أهمها شرعية النموذج المتعلق بالجهوية، وطبيعة المحتوى الديمقراطي للنموذج، مضيفا أنه لابد من ممارسة المرونة في مكونات النموذج المستقبلي، المتعلق بالجهوية، إذ "لا يجب تطبيق نموذج بجميع مواصفاته على جميع الجهات، كيفما كانت خصوصياتها". وأوضح أن النموذج الجهوي يتغذى من خصوصية كل جهة، وأن شمولية النموذج الجهوي يمكن أن تكون عائقا على مستوى التطبيق، على اعتبار أنه من الصعب تصور نموذج جاهز يمكن تطبيقه على جميع الجهات، معلنا أن الاتحاد الاشتراكي سيعلن عن بعض المبادرات والمقترحات الخاصة بالجهة. من جهته، كال حسن الدرهم، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، وأحد أبناء الأقاليم الجنوبية، لبعض المسيرين في الجهات الجنوبية، العديد من الاتهامات، ووصفهم بأغنياء حرب. وتحدث الدرهم عن "وجود لوبيات عدة، استنزفت خيرات البر والبحر، التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية"، مشيرا إلى "استيلاء أعيان المناطق الجنوبية على العديد من البقع الأرضية، واحتفاظهم بأكبر المناصب، لهم ولأبنائهم، في المناطق الجنوبية". كما انتقد الدرهم "المستثمرين المغاربة، لعدم استثمارهم في الأقاليم الجنوبية، رغم الفرص الموجودة، التي لا تتوفر عليها باقي المناطق"، موضحا أن الداخلة تتوفر على أحسن الطماطم من النوع الصغير، وعلى أكبر خزان مائي بالمغرب كله. كما وجه انتقادات لاذعة للمجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، وقال إن "مجلسه لم ينعقد، ولو مرة واحدة، منذ تأسيسه". وأعلن أن الوقت حان لتجاوز النفاق، وإحداث قطيعة مع ممارسات الماضي، المتمثلة في جلب مواطنين وتعبئتهم لملء القاعات ورفع شعارات الصحراء مغربية، والاعتراف " بكوننا ارتكبنا أخطاء في الصحراء، التي يؤمن أبناؤها بمغربيتها منذ 35 سنة". وأضاف "نحن مجتمع قبلي، ولا يمكن أن تؤسس دولة في الصحراء". ولم يستثن الدرهم الأحزاب من انتقاداته، معتبرا أنها "لم تكن موجودة أبدا في الصحراء المغربية" مشيرا إلى أن الانتخابات "عندنا موسمية وكلها مزورة"، داعيا الأحزاب إلى الاضطلاع بدورها كاملا في تأطير المواطنين، عبر الحضور اليومي والانخراط في الفعل المحلي، بدل التركيز على الانتخابات فقط.