ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية، أول أمس السبت، انطلاق المباراة الرسمية الأولى في رياضة القدرة والتحمل، التي احتضن منافساتها نادي سيدي السايسي (ضاحية مراكش). وتميزت هذه التظاهرة، التي تعد انطلاقة رسمية لرياضة القدرة والتحمل بالمغرب، بالرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، ومشاركة سموها وعدد من أعضاء الجامعة الملكية المغربية للفروسية في سباق 20 كلم. وتدخل هذه المسابقات في إطار المجهودات التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والجمعية المغربية لرياضة القدرة والتحمل، بهدف التعريف بهذا النوع الرياضي الحديث العهد بالمغرب، والتشجيع على ممارسته على أوسع نطاق، وبمختلف جهات المملكة، وتوسيع قاعدة المنخرطين. يذكر أن الجمعية المغربية للقدرة والتحمل كانت نظمت لحاقين، الأول بمدينة المحمدية، والثاني بمدينة الجديدة، على التوالي في دجنبر وماي 2009، بغية تمكين فئة عريضة من الممارسين والمهتمين من الاطلاع على قوانين رياضة القدرة والتحمل، وتلقينهم المبادئ الأولية لممارستها، تمهيدا لخلق أندية وطنية متخصصة في هذا النوع الرياضي. وتضمن برنامج اللحاق الرسمي الأول، سباقات في 20 كلم، و40 كلم، و60 كلم، بمشاركة أزيد من 60 فارسا وفرسا، يجري تأطيرهم وتأهيلهم لهذا النوع الرياضي، الذي يتطلب لياقة بدنية عالية، سواء بالنسبة للفارس أو الحصان، في أفق خوض سباقات 80 و120 و160 كلم المعترف بها دوليا، وتنظم حاليا في العديد من البلدان كفرنسا والإمارات العربية المتحدة. وفي ختام المسابقات الثلاث، التي استغرقت أزيد من ثماني ساعات، جرى تسليم شهادات تأهيلية، وجوائز رمزية، لمختلف الفرسان والفارسات، الذين تمكنوا من إنهاء مسافات السباقات، التي خاضوها، في أحسن الظروف. وذكر رشيد فهمان، النائب الأول لرئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من شأن هذه اللحاقات، التي تعتزم الجامعة والجمعية المغربية للقدرة والتحمل تنظيمها على مدار السنة، وفي مختلف جهات المملكة، أن تجتذب ممارسين جدد في هذا النوع الرياضي الجديد، أيضا، خاصة أن المغرب مشهور بتربيته للخيول العربية الأصيلة، التي أبانت عن قدرة فائقة على تحمل المشاق. وأضاف أن وجود الجامعة الملكية المغربية للفروسية، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، وحضور سموها الفعلي في هذه التظاهرة، هو إعلان رسمي عن إطلاق رياضة القدرة والتحمل بالمغرب، مشيرا إلى أن الجامعة تعتزم المساهمة في تطوير هذا النوع الرياضي، وتقديم الدعم الضروري للجمعية المغربية للقدرة والتحمل، وتوفير جميع الإمكانيات، التي تحتاج إليها، حتى تتمكن من الرقي بها إلى مصاف باقي رياضات الفروسية الأخرى. وعبر فهمان عن ارتياحه للنجاح الذي عرفته هذه التظاهرة الرياضية، سواء ما يتعلق بالجانب التنظيمي، أو عدد المشاركين، الذي اعتبره مشجعا وحافزا لبذل مجهود أكبر من أجل تطوير رياضة القدرة والتحمل في أفق إعداد منتخب وطني قادر على المشاركة على الصعيدين العربي، كخطوة أولى، ثم الدولي. وتتميز لحاقات القدرة والتحمل بكونها تعتمد على قدرة تحمل الفرسان والخيول معا على قطع أطول مسافة ممكنة، أكثر من اعتمادها على السرعة، حيث لا يعلن فائزا من حل في المركز الأول عند بلوغ خط الوصول لكن الفائز يكون هو من نجح في جعل حصانه ينهي مسافة اللحاق في أحسن الظروف وفي صحة جيدة. يذكر أن رياضة القدرة والتحمل ظهرت في أوائل القرن الحالي، وباتت منتشرة في أغلب بلدان العالم، وتتطلب مسابقاتها أن يقطع الحصان مسافة قد تبلغ أحيانا مابين 120 و160 كلم. ويتطلب هذا النوع الرياضي استعدادات بدنية مسبقة للحصان، عن طريق التدريب التدريجي على قطع المسافات الطويلة لمدة لا تقل عن ستة أشهر من وقت المباراة، يجري التمرين خلالها لمدة خمسة أيام في الأسبوع على أقل تقدير. كما يتطلب العناية بنوعية التغذية المخصصة للجياد في هذه الفترة، حيث يقدم لها أفضل أنواع العلف، يحوي أعلى النسب من السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تعويض الأملاح المعدنية، خاصة عند الخيول التي تتعرق بشدة، كما تولى عناية كبيرة لصحة الحوافر والقوائم، لإمكانية تعرضهما للكثير من الإصابات أثناء التمرين أو المسابقات. وأكد الحصان العربي تفوقه في رياضة القدرة والتحمل إلى درجة كبيرة جدا، وبات دون منافس، لقدرته المدهشة على تحمل المتاعب والمشاق، وهذا ما يتأكد لدى معظم الخيول، التي تشارك في هذه الرياضة، والتي تحمل الدم العربي بنسبة ما أو ذات أصل عربي أصيل.(و م ع)