وصف السياسي المثير للجدل عزيز الدروش عضو اللجنة المركزية في حزب التقدم والاشتراكية ، رفيقه في الحزب الأمين العام ب” المجرم السياسي” معللا هذا الوصف في “بيان توضيحي” توصل “المغرب 24 ” بنسخة منه وجهه هذا القيادي للمناضلين والمناضلات في الحزب وللرأي العام . وأكد القيادي عزيز الدروش ، أن الغاية من البيان هو شرح عدد من الملاحظات توصل بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من رفاق ورفيقات يتساءلون عن أسباب توجيه النقد بطريقة ” قاسية” إلى الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله. وتدرج القيادي “عزيز الدروش” في تفصيل انتقاده للأمانة العامة للحزب بحسب التفصيل التالي : أولا، أشار الى امتداده مساره النضالي الطويل، الذي تدرج من خلاله عبر مختلف البنيات التنظيمية الحزبية : حيث التحق بمنظمة الطلائع سنة 1978، التي كانت مجرد ناد منضو تحت لواء الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، حيث تربى مع جيل من المناضلين الشرفاء والملتزمين بمبادئ الحزب، وبالدفاع الصادق عن قضايا الوطن والشعب، وهي الثقافة الحزبية التي اعتبرها الدروش استلهاما من تربية القادة التاريخيين للحزب، أمثال عبد السلام بورقية، عبد الله العياشي، علي يعتة، شمعون ليفي، وعزيز بلال واللائحة طويلة. ومنذ 1978، مرورا بالنصف الأول من ثمانينات القرن الماضي إلى المؤتمر الوطني التاسع سنة 2014، حيت اعتبر القيادي الدروش أنه لم يصدر عنه أي سلوك أو تصرف مشين أو مسيء في حق رفيقاته أو رفاقه في كل مستويات وتنظيمات الحزب. كما تحدث عن تجربته النضالية بفرع يعقوب المنصور بالرباط،، التي تعلم من خلالها قيم و مبادئ الحزب الراسخة على يد رفاق مناضلين كبار، منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال على قيد الحياة، بما لا ينفي اختلافه الفكري مع بعض الرفاق في بعض القضايا، غير أنه يقول الدروش “تعلمنا في حزبنا أن العمل النضالي هو تقارع للأفكار، والاختلاف يطور العمل و يحسن الأداء ولا يفسد للود قضية”. ثانيا، بخصوص انتقاده لنبيل بنعبد الله بتلك الطريقة، أكد انه لا يكن له أي عداوة شخصية مع هذا الأخير، بل إن انتقاده القاسي له مؤسس ومبرر سياسيا، لكون بنعبدالله بصفته القيادية في الحزب، يشكل نموذجا ل “المجرم السياسي”، مضيفا أنه يتحمل كامل مسؤوليته في هذا الوصف ، معللا ذلك أنه منذ تولي بنعبد الله “الاستيلاء ” على قيادة الحزب، بطرق وصفها ب “غير سليمة وبأساليب ملتوية” ، بمعية زمرة “فاسدة، قد حول الحزب إلى حلبة للتآمر والخداع وتأليب الرفاق على بعضهم و نصب المكائد للمناضلين الشرفاء والجادين، لإقصائهم وإبعادهم من كل الهياكل وبكل الأساليب، مضيفا ،أن بنعبد الله عمل على صناعة أسماء وقيادات فاشلة، وفاسدة، وضعيفة ليسهل اقتيادها وكسب دعمها وتأييدها المطلق له في كل جرائمه ومخططاته الجهنمية التي أوصلت الحزب إلى الدرك الأسفل تنظيميا، فكريا، وسياسيا بل حولت الحياة الحزبية إلى مسرح كبير بممثلين فاشلين فكريا، ونضاليا، لكنهم وصوليون وانتهازيون ومتسلقون.وأشار “الدروش” أنه لو كان بنعبد الله في مستوى المسؤولية التي بلغها كأمين عام، بغض النظر عن الأسلوب الذي بلغ به هذه الغاية، وعكس من خلالها علو كعبه السياسي، ورقي فكره وأخلاقه، وشهامة ونبل الرجولة المفترضة في من يتولى هذه المسؤولية، لكان العديد من الرفاق الآخرين قد عاملوه بنفس المستوى، وبخطاب وأدوات تواصلية أرقى في معارضته له ولأسلوب تدبيره للحزب. وعزز القيادي الدروش مواقفه من خلال معاشرته لسنين واشتغاله عن قرب مع نبيل بنعبد الله ، مما جعله يعرف هذا الأخير تمام المعرفة،و أنه يفتقد كل الخصال، فهو مجرد شخص وصولي انتهازي جشع متآمر كذاب ولا يؤتمن جانبه، الغدر من شيمه والخيانة من طبعه،كل ما يهمه هو تحقيق المنافع والمكاسب الشخصية وتبادلها مع أصحابه ومقربيه، وبذلك فقد حول الحزب من هيئة سياسية عريقة في النضال، متشبعة بالقيم ومنتجة للأفكار والمناضلين، إلى شركة خاصة له ولمقربيه بحسب تعبير القيادي عزيز الدروش . أما بخصوص الملاحظة الثالثة التي جاء بها بيان ” الدروش، فإن الأسلوب الذي انتهجته بنعبد الله في مواجهته ودحض أسلوبه الذي وصفه هذا الدروش بالتحكمي الموسوم بكل أشكال الإقصاء والحكرة والتهميش ومحاربة كل الرفاق الشرفاء داخل الحزب بل وصل به الحد إلى استصدار قرار الطرد في حق ” الدروش” في شكل – اعتبره – فاضح يبين مدى تسلطه وممارسته للشطط، وحقده الدفين على كل من له فكر و رأي مستقل. مما حذا بمجموعة من الرفاق النزهاء الذين استنكروا هذا السلوك العدواني، لكنهم لم يستطيعوا خوض غمار مواجهة مفتوحة معه، لكونهم أناس لهم تربية سياسية ناضجة وفضلوا الابتعاد والتزام الصمت والحياد إلى حين بحسب وصفه . وقال عزيز “الدروش” أنه اختار أسلوب الفضح والنقد اللاذع لكشف ألاعيب وجرائم الأمين العام، وأن اختياره للأسلوب الذي اعتمدته وإن كان يبدو لبعض الرفاق قاسيا، فهو أقل ما يمكن اعتماده لمواجهة ” متسلط” يمتلك النفوذ المادي ويسخر أزلامه لمحاصرة ” الدروش” اجتماعيا وإعلاميا وحتى داخل الحزب. وختم القيادي ” الدروش ” بيانه في كلمة وجهها لرفاقه ورفيقاته بأنه سيظل كعادته متشبعا بمبادئ وقيم وتربية الحزب، التي بلورها رجاله ونساؤه الشرفاء كمشروع مجتمعي حداثي ديمقراطي ينشد الحرية والكرامة والعدل والمساواة، مؤكدا لرفاقه مدى احترامه وحبه للرفاق ويداه مفتوحتان على الدوام لكل الرفاق المؤمنين والملتزمين بهذه القيم وبالمشروع المجتمعي للحزب العتيد التقدم والاشتراكية.