فتحت الاكتشافات النفطية على امتداد الساحل الإفريقي على الأطلسي شهية الشركات الكبرى للتنقيب عن النفط في المغرب الذي ربما يشهد في العام القادم اكتشافات كبيرة تجعله منافسا قويا في مجال الطاقة. ويطرح مسؤولون في قطاع الطاقة في أسواق نامية وناشئة السؤال الأساسي الآتي: هل يمكن أن يصبح المغرب البلد الكبير القادم في إنتاج النفط؟ يدور هذا السؤال في أذهان العديد من كبرى شركات الطاقة في العالم في وقت يشهد هذا البلد الشمال إفريقي نهضة تاريخية في مجال التنقيب. وبإنخراط 30 شركة في البحث عن النفط والغاز في المغرب فإن هذه اللحظة تمثل أكبر مجهود استكشافي في تاريخ المغرب. شركات كبيرة تدخل الحلبة العديد من الشركات المبادرة الى العمل في المغرب شركات كانت في الأول شركات مستقلة صغيرة للتنقيب عن النفط ، أثار اهتمامها اكتشاف حقول في عموم غرب إفريقيا وفي ما يُسمى “الهامش الأطلسي” الممتد من غرب إفريقيا . والآن دخلت الحلبة شركات كبيرة أيضا بينها بي بي وشيفرون وريبسول الإسبانية. وقال وليام هايز المدير في شركة كوزموس إنيرجي التي يوجد مقرها في دالاس لموقع “إيلاف” إن ما نشهده اليوم في المغرب لا سابق له”. وكانت شركة كوزموس من أوائل الشركات التي دخلت المغرب وباعت في الآونة الأخيرة أسهماً في امتيازاتها لكل من بي بي وشركة كيرن انيرجي البريطانية. ويمثل بيع الأسهم دليل ثقة بآفاق النفط والغاز في المغرب. ما سبب الاهتمام المفاجئ بالمغرب؟ يقول مسؤولون في قطاع الطاقة أن الاكتشافات الأخيرة عميقا تحت الماء في البرازيل وعلى امتداد الساحل الإفريقي على الأطلسي دفعت العديد من الجيولوجيين الى الإعتقاد بأن المغرب أيضا قد يعثر على ثروة نفطية في مناطقه البحرية. جاذبية خاصة وقال وليام هايز من شركة كوزموس إنيرجي ل”ايلاف” إن المغرب يقدم فرصة كبيرة لأنه بلد ليس مستكشَفاً بالمرة والتكنولوجيا الجديدة تساعدنا على إعادة التفكير في المناطق غير المستكشَفة. وكانت الحكومة شريكا عظيما في دعم أعمال التنقيب ، كما أن قرب المغرب من الإتحاد الأوروبي وبنيته التحتية القوية يزيدان جاذبيته”. ويشير مسؤولون آخرون في قطاع الطاقة إلى استقرار المغرب النسبي وشروطه المالية المغرية بشأن التنقيب مقارنة مع ليبيا والجزائر.
وقال لاري بوتوملي الرئيس التنفيذي لشركة تنقيب بريطانية تركز على إفريقيا لموقع “بلاتس نيوز” الذي يتابع أخبار قطاع الطاقة “إن المغرب أصبح بلد الساعة في قطاع الاستخراج”. وكانت كوزموس نجحت في اكتشاف حقل نفطي ضخم في غانا معروف باسم “جوبيلي” ، أخذ يحول الاقتصاد الغاني. وتواصل الشركة تنقيبها بحثا عن حقل مماثل لحقل جوبيلي ، وتعتقد أنها قد تكتشفه في المغرب. ولفتت بنخضرة خلال زيارة قامت بها مؤخرا إلى واشنطن أن المغرب سيستثمر نحو 25 مليار دولار من الآن حتى نهاية 2020 لتطوير مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الريح. كما أكدت أن المغرب يهدف إلى بناء منشأة لإنتاج الغاز السائل على ساحل الأطلسي ، وإذا حققت شركة كبرى من شركات الطاقة اكتشافا نفطيا فإن هذا ليس من شأنه إلا أن يزيد حجم هذا العمل. ولكن بمقدور الحكومة أن تتنفس الصعداء لأن عائدات النفط الجديدة تعزز آفاق نظرتها العامة وتوفر فرصاً هائلة للنمو. وبذلك سيكون عام 2017 عاما بالغ الأهمية لمستقبل المغرب.