فتحت الاكتشافات النفطية على امتداد الساحل الأفريقي على الأطلسي شهية الشركات الكبرى للتنقيب عن النفط في المغرب الذي ربما يشهد في العام القادم اكتشافات كبيرة تجعله منافسا قويا في مجال الطاقة. يطرح مسؤولون في قطاع الطاقة في اسواق نامية وناشئة السؤال الأساسي الآتي: هل يمكن ان يصبح المغرب البلد الكبير القادم في انتاج النفط؟ يدور هذا السؤال في أذهان العديد من كبرى شركات الطاقة في العالم في وقت يشهد هذا البلد الشمال أفريقي نهضة تاريخية في مجال التنقيب. وبإنخراط 30 شركة في البحث عن النفط والغاز في المغرب فان هذه اللحظة تمثل أكبر مجهود استكشافي في تاريخ المغرب. شركات كبيرة تدخل الحلبة وكان العديد من الشركات المبادرة الى العمل في المغرب شركات مستقلة صغيرة للتنقيب عن النفط ، أثار اهتمامها اكتشاف حقول في عموم غرب أفريقيا وفي ما يُسمى "الهامش الأطلسي" الممتد من غرب أفريقيا مارا بايرلندا. والآن دخلت الحلبة شركات كبيرة ايضا بينها بي بي وشيفرون وريبسول الاسبانية. وقال وليام هايز المدير في شركة كوزموس انيرجي التي يوجد مقرها في دالاس ل"ايلاف" "ان ما نشهده اليوم في المغرب لا سابق له". وكانت شركة كوزموس من اوائل الشركات التي دخلت المغرب وباعت في الآونة الأخيرة أسهماً في امتيازاتها لكل من بي بي وشركة كيرن انيرجي البريطانية. ويمثل بيع الأسهم دليل ثقة بآفاق النفط والغاز في المغرب. سنة 2014 تساوي 20 عاما وسيجري حفر عشرة آبار في المناطق البحرية من المغرب خلال العام المقبل ، بحجم استثمار يبلغ زهاء مليار دولار. ولتكوين فكرة واضحة عن هذا الاستثمار فانه يعني ان عمليات الحفر في المغرب عام 2014 ستزيد على ما شهده البلد من هذه العمليات خلال السنوات العشرين الماضية مجتمعة. ما سبب الاهتمام المفاجئ بالمغرب؟ يقول مسؤولون في قطاع الطاقة ان الاكتشافات الأخيرة عميقا تحت الماء في البرازيل وعلى امتداد الساحل الأفريقي على الأطلسي دفعت العديد من الجيولوجيين الى الاعتقاد بأن المغرب ايضا قد يعثر على ثروة نفطية في مناطقه البحرية. جاذبية خاصة وقال وليام هايز من شركة كوزموس انيرجي ل"ايلاف" "ان المغرب يقدم فرصة كبيرة لأنه بلد ليس مستكشَفاً بالمرة والتكنولوجيا الجديدة تساعدنا على إعادة التفكير في المناطق غير المستكشَفة. وكانت الحكومة شريكا عظيما في دعم أعمال التنقيب ، كما ان قرب المغرب من الاتحاد الاوروبي وبنيته التحتية القوية يزيدان جاذبيته". ويشير مسؤولون آخرون في قطاع الطاقة الى استقرار المغرب النسبي وشروطه المالية المغرية بشأن التنقيب مقارنة مع ليبيا والجزائر. الصحراء تعقد الأمور ولكن فيما يتعلق بالاستقرار السياسي فان قضية الصحراء المغربية تعقِّد الأمور على عمليات التنقيب عن النفط والغاز. فان بعض أعمال التنقيب تجري قبالة ساحل الصحراء المغربية وإذا اكتُشف النفط هناك فالمرجح أن تنشأ نزاعات شائكة بشأن الجهة التي تؤول اليها عائدات النفط. ولكن في هذه الأثناء تواصل الشركات البحث عن سبل توسيع وجودها في المغرب. وقال لاري بوتوملي الرئيس التنفيذي لشركة تنقيب بريطانية تركز على أفريقيا لموقع "بلاتس نيوز" الذي يتابع اخبار قطاع الطاقة "ان المغرب اصبح بلد الساعة في قطاع الاستخراج". وستبدأ شركة كوزموس مع بي بي حفر آبارها الأولى في مطلع 2014. وكانت كوزموس نجحت في اكتشاف حقل نفطي ضخم في غانا معروف باسم "جوبيلي" ، أخذ يحول الاقتصاد الغاني. وتواصل الشركة تنقيبها بحثا عن حقل مماثل لحقل جوبيلي ، وتعتقد انها قد تكتشفه في المغرب. كما تبحث شركة غينيل انيرجي الانكلو – تركية للتنقيب عن النفط والغاز ، عن حقل جوبيلي آخر وستبدأ اعمال الحفر الشهر المقبل ، بحسب تقارير نفطية. ولم يكن المكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن في المغرب المسؤول عن تنسيق كل عمليات التنقيب ، مشغولا مثلما هو مشغول اليوم. وتتمتع مديرة المكتب أمينة بنخضرة باحترام كبير في قطاع الطاقة. ولفتت بنخضرة خلال زيارة قامت بها مؤخرا الى واشنطن الى ان المغرب سيستثمر نحو 25 مليار دولار من الآن حتى نهاية 2020 لتطوير مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الريح. كما لاحظت ان المغرب يهدف الى بناء منشأة لانتاج الغاز السائل على ساحل الأطلسي. ان السيدة بنخضرة من أكثر المسؤولين مثابرة على العمل في المغرب اليوم. وإذا حققت شركة كبرى من شركات الطاقة اكتشافا نفطيا فان هذا ليس من شأنه إلا ان يزيد حجم هذا العمل. ولكن بمقدور الحكومة ان تتنفس الصعداء لأن عائدات النفط الجديدة تعزز آفاق نظرتها العامة وتوفر فرصاً هائلة للنمو. وبذلك سيكون عام 2014 عاما بالغ الأهمية لمستقبل المغرب.