قررت شركتا "سيركل أويل" الإرلندية و"أويل أند غاز" الإيسلندية زيادة استثماراتهما في قطاع التنقيب عن الطاقة في المغرب، عقب تأكيد مؤشرات عن اكتشافات "مهمة" لمخزون الغاز في منطقة الغرب الأطلسي (شمال الرباط)، بناء على عقود مع "المكتب المغربي للهيدروكاربونات" لمدة 8 سنوات قابلة للتجديد 25 سنة. "" وستبيع الشركتان أصولاً لهما في شركات نفط أخرى، وتصدران سلة أسهم جديدة أقل من سعر السوق لجمع مبالغ تحتاجهما لمشاريعهما في المغرب. وأعلنت "سيركل أويل"، مقرها لندن، أنها ستواصل حفر آبار جديدة للنفط والغاز في المغرب، وتضخ 28 مليون دولار في برنامجها المتوقع له أن ينتج 80 مليون متر مكعب من الغاز، تُباع إلى السوق المحلية بموجب اتفاق مع حكومة المغرب وبثمن محدد سلفاً. وستطرح الشركة الإرلندية 61 مليون سهم إضافي لتمويل نشاطها في شمال أفريقيا الذي يشمل المغرب وتونس ومصر، ولها شراكة استثمارية مع شركة "ليبيا أويل"، التي تملكت أخيراً محطات البنزين الأميركية "موبيل أويل" في المغرب. وأفادت مصادر من الشركة الإرلندية بأنها تهدف إلى تحويل اكتشافات الغاز والنفط إلى مصادر جديدة للدخل والتوسع في المنطقة، معبرة عن "ارتياحها إلى نتائج حفر 5 آبار غاز في المغرب، ما يشجع على مواصلة التنقيب والتوصل إلى احتياط مهم". وأعلنت "ويل أند غاز" الإيسلندية من جهتها طرح فرعها "سلتيك سي فيلدس" - (حقول بحر سيلتيك) للبيع، من اجل التفرغ لتطوير اكتشافاتها في المغرب، وتقع حقول أوفشور في بحر الشمال حيث تملكت شركة "بيتروناس" الماليزية غالبية اسهم "كينسال فيلدس" الإيسلندية. ويبدو التعاون بين الشركتين مربحاً ومثالياً في الحالة المغربية، بحسب مصدر في مكتب "ماتريكس كوربوريت كابيتال". وساعد الانتعاش الذي تشهده أسعار النفط (74 دولاراً للبرميل) على مواصلة التنقيب عن النفط والغاز في المغرب، الذي يستورد معظم حاجاته من الطاقة النفطية من دول الخليج، وأنفق في النصف الاول من السنة الحالية 875 مليون دولار لاستيراد زيوت البنزين بانخفاض 48 في المئة عن قيمتها في الربع الثاني من العام الماضي، وكانت واردات الطاقة تجاوزت 9 بلايين دولار العام الماضي، تمثل 18 في المئة من الواردات قبل ان تتراجع إلى 15 في المئة خلال هذه السنة. وتسمح الرباط ل 40 شركة نفط عالمية بالتنقيب عن النفط والغاز في كل مناطق البلاد، خصوصاً غرب الأطلسي وجنوبه، وتعود الاكتشافات الأولى للنفط إلى مطلع عشرينات القرن الماضي قرب مدينة سيدي قاسم (شمال شرقي الرباط)، وهي المنطقة ذاتها التي أعلنت "سيركل أويل" اكتشاف الغاز في خمسة حقول حفرتها منذ نهاية العام الماضي. (الحياة اللندنية)