أعلنت وزارة الخارجية الصينية السبت 3 دجنبر 2016، أن بكين “احتجت رسميا” لدى الولاياتالمتحدة بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع رئيسة تايوان تساي اينغ-وين، مطالبة واشنطن باحترام مبدأ “الصين الواحدة”. وقالت وزارة الخارجية في بيان “أرسلنا بالفعل احتجاجا رسميا إلى الجهة الأميركية ذات الصلة. نصر على أنه ليس هناك سوى صين واحدة وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية”. وأصرت الخارجية الصينية على أن “حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الوحيدة الشرعية الممثلة للصين. هذه حقيقة يعترف بها المجتمع الدولي وهي الأساس السياسي للعلاقات الصينية – الأميركية”. ويشكل الاتصال الهاتفي الجمعة 2 دجنبر 2016، بين ترامب ورئيسة تايوان قطيعة واضحة مع أربعين عاما من الدبلوماسية الأميركية. وتدعم واشنطن بإداراتها الديموقراطية والجمهورية على حد سواء، مبدأ “الصين الواحدة” منذ سبعينات القرن الماضي. وبناء على ذلك اعترفت ببكين في 1978 وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع، في 1979. وقال فريق الرئيس المنتخب في بيان إن ترامب وتساي اينغ – وين وخلال المحادثة غير المسبوقة على هذا المستوى منذ عقود تطرقا إلى “العلاقات الوطيدة في مجال الأمن والاقتصاد والسياسة بين تايوانوالولاياتالمتحدة”. وأضاف أن رئيسة تايوان التي انتخبت في أيار مايو والرئيس الاميركي الذي انتخب في الثامن من نونبر وسيتولى مهامه رسميا في 20 يناير 2017، تبادلا التهاني، مشيرا إلى اتصالات هاتفية جرت الجمعة مع الرئيس الافغاني أشرف غني والرئيس الفيليبيني الشعبوي رودريغو دوتيرتي ورئيس وزراء ستغافورة لي سيين لونغ. وأكد دوتيرتي السبت أن الرئيس الأميركي المنتخب شجعه في حربه على المخدرات وأكد له أنه يتبع “الأسلوب الصحيح”. وقال إن ترامب تمنى له “النجاح” في سياسته المثيرة للجدل لقمع الجريمة في الفيليبين. وأضاف أن ترامب “يعي تماما مشاكلنا مع المخدرات. تمنى لي النجاح في حملتي لمكافحتها وقال إننا نقوم بها بصفتنا أمة تتمتع بالسيادة وبالوسيلة الجيدة”. اتصال عبر تويتر وفي مواجهة الانتقادات الموجهة للمحادثة مع رئيسة تايوان، كتب ترامب في تغريدة على حسابه على تويتر “رئيسة تايوان اتصلت بي اليوم لتهنئتي بفوزي في الرئاسة.. شكرا!”. وأضاف بعيد ذلك “من المهم أن نشير إلى أن الولاياتالمتحدة تبيع معدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى تايوان لكن يتوجب علي ألا أقبل اتصالا للتهاني”. وليس أمرا معتادا أن يلجأ رئيس أو رئيس منتخب في الولاياتالمتحدة الى التبرير بهذه الطريقة. وقال مساعد وزير الخارجية السابق لشرق آسيا والمحيط الهادئ كريستوفر هيل في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش إنه “خطأ فادح”، منتقدا ميل إدارة ترامب المقبلة إلى “الارتجال”. وقد انفصلت تايوان عن الصين في 1949 بعد حرب أهلية وهي مستقلة بحكم الأمر الواقع لكنها لم تعلن رسميا استقلالها إذ لا تزال بكين تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها. تغيير في البروتوكول وأكد البيت الأبيض مجددا مساء الجمعة دعم الرئيس الديموقراطي باراك أوباما لسياسة “الصين الواحدة”. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي ايميلي هورن لوكالة فرانس برس “ليس هناك أي تغيير في السياسة منذ أمد طويل”. وهذه الاتصالات الهاتفية تخالف قواعد البروتوكول خلال المرحلة الانتقالية للسلطة في واشنطن إذ أنه لم يتم إشراك وزارة الخارجية فيها إلا بشكل محدود جدا. وهي تأتي بعد أسبوع من محادثة مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف. وقد وجه ترامب له مديحا وإشادات أثارت دهشة الدبلوماسيين. وفي منتصف شهر نونبر أثار مفاجأة أخرى باستقباله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بحضور ابنته ايفانكا ترامب. وبشكل عام، يثير الغموض الذي يحيط بالسياسة الخارجية لترامب – الذي يعتبر أكثر ميلا إلى الانعزالية – قلق الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة في أوروبا وآسيا. “هكذا تبدأ الحروب” وكتب السناتور الديموقراطي كريس مورفي في تغريدة عبر “تويتر” الجمعة أن “ما حدث في الساعات ال 48 الأخيرة ليس مجرد تطور بل نقاط ارتكاز كبرى في السياسة الخارجية بدون أي تقديرات مسبقة. هكذا تبدأ الحروب”. وشدد على ضرورة تعيين وزير للخارجية “بسرعة”، موضحا أن من الأفضل أن “يكون لديه تجربة”. واتصال رئيس أميركي منتخب لم يتسلم حتى الآن مهامه بزعيم تايواني هو أمر غير مسبوق منذ 1979 العام الذي انقطعت فيه العلاقات الدبلوماسية بين تايبيه وواشنطن. وحتى الآن لم يعين ترامب وزيرا للخارجية. لكن المرشحين للمنصب هم المرشح الجمهوري السابق للرئاسة في 2012 مات رومني والجنرال ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق ديفيد بترايوس ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني.