مع كل موعد انتخابي في المغرب، تبرز على الساحة السياسية ظاهرة سياسية مثيرة، تتجسد في “العائلات الانتخابية”، التي تدخل غمار التنافس من أجل الظفر بمقاعد البرلمان. هذه الظاهرة ليست جديدة في المشهد السياسي المغربي، فهناك الكثير من العائلات التي تتوارث المقاعد السياسية، منها أُسر احترفت العمل سياسي حتى أدمنته لمصالح تجنيه من ورائه، وأخرى تتعاطى مع العمل السياسي كما تتعامل مع الأصل التجاري تريد أن تحتكره لنفسها وسلالاتها تتوارثه جيلا عن جيل. آل بوهريز “حرفة بوك لا يغلبوك” ليس غريبا أن يرتبط اسم الأحزاب، في مختلف المدن المغربية، باسم أشخاص معينين، يحملون غالبا صفة «القياديين البارزين»، لكن الغريب هو أن يرتبط اسم حزب معتاد على السلطة، باسم عائلة واحدة، يكون لها السبق في الظفر بأهم المقاعد في مختلف المجالس، هذا الأمر ينطبق تماما على علاقة آل بوهريز بالتجمع. في انتخابات 2011 البرلمانية، كان واضحا أن آل بوهريز يسيطرون على الحزب تماما، حيث إن المنسق الجهوي، محمد بوهريز، سهل لإبنه حسن، صاحب الدرجة الصفر من التجربة السياسية، وشقيقة زوجته سعيدة شاكرة، ما سهل للاثنين مهمة الوصول بسهولة إلى البرلمان، عبر وضع الأخيرة وكيلة للائحة المحلية، ووضع إبنه في الصفوف الأولى للائحة الوطنية للشباب. سيطرة آل بوهريز على الحزب واستحواذهم على مختلف الترشيحات، ستتجلى بشكل أكبر في انتخابات 2015 الجماعية والجهوية، فمحمد بوهريز ترشح وكيلا للائحة الجهوية بعمالة طنجةأصيلة، وابنه الذي لا يكاد يسمع له صوت في مختلف المجالس التي يحظى بتمثيليتها، والذي لا يعرفه أحد تقريبا في طنجة، وضع على رأس لائحة الحزب في مقاطعة بني مكادة، أكبر مقاطعة انتخابية من حيث عدد الناخبين بالمغرب. البرلمانية ونائبة العمدة سابقًا، وأخت زوجة بوهريز الأب، سعيدة شاكرة، بدورها ستحظى بنصيبها من كعكة الترشيحات الجماعية، وكيلة للائحة الحزب بمقاطعة مغوغة، فيما سيضع المنسق الجهوي ابن أخت زوجته، هشام الحمري، في لائحة مقاطعة طنجةالمدينة في مرتبة متقدمة، وذلك بعدما سبق أن ترشح وكيلا للائحة التجمع في صنف الخدمات في انتخابات الغرفة المهنية، أما شقيق مصطفى بوهريز، شقيق المنسق الجهوي، فقد حظي بدعم منقطع النظير من شقيقه في انتخابات الغرف، التي فاز بمقعد فيها. إسم «ملوث» يشكل اسم محمد بوهريز، في حد ذاته، نقطة ضعف كبيرة لحزب التجمع الوطني للأحرار في طنجة، فهذا «الشيخ» الذي اعتاد ولوج مختلف المجالس المنتخبة، بما فيها البرلمان، منذ الثمانينات، راكم في أذهان الناس العديد من السلبيات، التي جعلت اسمه مرادفا ل»العهد القديم الواجب التخلص منه». كما أن وضع حزب التجامع الوطني في طنجة في الانتخابات التشريعية المقبلة خصوصا مع تزكية حسن بوهريز وكيلا للائحة الحزب يؤكد أنه يسير نحو نهاية قاسية، وأن حمامة طنجة أصبحت مجردة تقريبا من ريشها. الحلقة المقبلة مع آل الزموري