أظهرت دراسة استقصائية محلية أن الصين قد تمتلك احتياطيات ضخمة من الثوريوم، وهو معدن مشع قد يكون المفتاح لإنهاء اعتماد العالم على الوقود الأحفوري. ويشير التقرير، الذي تم رفع السرية عنه مؤخرًا، إلى أن هذه الاحتياطيات تتجاوز التقديرات السابقة بأضعاف مضاعفة، ما يضع الصين على مشارف ثورة طاقية غير مسبوقة. ووفقًا لمجلة "جيولوجيكال ريفيو" الصينية، فإن مخلفات التعدين من منجم واحد في منغوليا الداخلية خلال خمس سنوات فقط، تحتوي على ما يكفي من الثوريوم لتلبية احتياجات الطاقة في الولاياتالمتحدة لأكثر من ألف عام, بينما يُقدَّر أن مجمع التعدين في "بايان أوبو" وحده قد ينتج مليون طن من هذا المعدن، وهو ما يكفي لتشغيل الصين لمدة 60 ألف عام. ويتميز الثوريوم بقدرته على توليد طاقة تفوق اليورانيوم بنحو 200 مرة، كما أن مفاعلاته لا تحتاج إلى ماء للتبريد، ولا يمكن أن تذوب، وتنتج نفايات مشعة أقل, وهذا ما دفع الصين إلى إطلاق مشاريع ضخمة، من بينها أول محطة طاقة تعمل بالملح المنصهر القائم على الثوريوم في العالم، والتي ستبدأ العمل في صحراء جوبي بحلول عام 2029. جدير بالذكر أن هذه الثورة الطاقية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التكاليف البيئية العالية لاستخراج الثوريوم من خاماته، فضلًا عن ضرورة تعديل البنية التحتية النووية الحالية المصممة لليورانيوم. ورغم ذلك، فإن الصين تمضي بقوة نحو تسخير هذه الطاقة البديلة، ما قد يجعلها في طليعة الدول التي ستتحكم في مستقبل الطاقة النووية النظيفة، مهددةً عرش الوقود الأحفوري الذي هيمن على العالم لأكثر من قرن.