يعتبر الثوريوم عنصرا كيميائيا من عناصر الجدول الدوري، وهو نظير غير قادر على الانشطار نوويًّا. ويتحول الثوريوم عند قذفه بالنيوترونات عبر سلسلة من التحللات إلى يورانيوم 233 (U_233)، وهو عنصر معمر وقابل للانشطار، وتبلغ فترة منتصف عمره 160 ألف عام، بالإضافة إلى ناتج جانبي، هو يورانيوم 232 (U_232)، الذي يتحلل إلى نظائر أخرى تُطلِق أشعة من الصعب إقامة حاجز يحتويها. وقد تم اكتشاف هذا المعدن عام 1828 من قبل عالِم المعادن النرويجي مورتن ثران ايسمارك والتي عرّفها الكيميائي السويدي جو جوكاب بيرزيليس؛ باسم THOR. وبحسب ما أوردته تقارير إخبارية، فإن كل العلماء في جميع أنحاء العالم يرون أن الثوريوم هو الثروة والثورة القادمة للطاقة، وأن مفاعلات الغد ستعمل باستخدام مادة الثوريوم بديلا عن المواد المستخدمة حاليا لهذا الغرض. كما أنه سيكون غاليا جدا في المستقبل. ومن بين مزاياه، فإن طاقة الثوريوم، تمثل أفضل طريقة لمحاربة التغير المناخي.ويقول روجر بارلو، عالم الفيزياء الجزيئية في جامعة مانشستر البريطانية: “علينا أن نتوقف عن استخدام أصناف الوقود الكربونية، ولا أظن أن موارد الطاقة المتجددة تكفي لسد حاجتنا”. ولأن المخزون العالمي من الثوريوم غير محدد، فإنه يُعتقد توفره في الطبيعة أكثر من اليورانيوم بثلاثة إلى أربعة أضعاف. وتوجد محزونات هذا المعدن الضخمة في أستراليا، والبرازيل، وتركيا، والنرويج، والصين، والهند، والولايات المتحدة. وبالحديث عن الهند فإنها تضع نصب أعينها منذ زمن استثمار ما لديها من مخزون الثوريوم الذي يقدر بما بين 300 ألف إلى 850 ألف طن، مما يعد غالبا المخزون الأضخم عالميا، ومع ذلك لم يشهد استغلال هذا الاحتياطي خطوات كبيرة. ويرجع تبني الهند للثوريوم لظروف تاريخية وجغرافية خاصة بها. ويعتقد علماء الهند باستراتيجية طويلة المدى للوصول إلى الاعتماد طاقة خالية من الكربون في بلد يتوقع أن يبلغ سكانه 1,7 مليار نسمة عام 2060. ولا يعتقد العلماء النوويون الهنود أن الثوريوم مفيد بالضرورة للبلدان المتقدمة، حيث لديها تقنيات اليورانيوم ومنشآته بالفعل، بينما الفرصة في البلدان النامية للاستفادة من الثوريوم لتوافره بكثرة ولصعوبة استخدامه في الأسلحة النووية، مما يجعله بديلا واعدا للطاقة دون ما يحدثه الكربون من تلوث للبيئة.