لم يتبقى سوى أسبوعين عن بدء الدراسة في مختلف المؤسسات الجامعية المغربية، إلا أن أزمة طلبة كليات الطب و الصيدلة و طب الأسنان مستمرة بلا حل، في مشهد يحز في الأنفس،كما رأينا الموسم المنصرم احتجاجات طلبة الطب و الصيدلة و مقاطعة الامتحانات، الأمر الذي استمر لأزيد من ثمانية أشهر عن بدء هذه الأزمة، كما أن ملف طلبة كليات الطب والصيدلة عالقا دون حل، و دون التوصل لأي اتفاق مع الحكومة بشكل عام ومع الوزير الوصي على القطاع بشكل خاص. كما أن الوساطة البرلمانية التي كان من المفترض أن تتدخل و تسهم في حل النزاع بين الطلبة الطب و الصيدلة ووزارتي الصحة والتعليم العالي لم تثمر عن أي اتفاق رسمي بين الطرفين حتى الآن، مما يضيف غموضا حول ملامح الدخول الجامعي المقبل في هذه الكليات و مستقبل طلبة الطب داخل الجامعات المغربية. حيث لازال طلبة الطب و الصيدلة متمسكين بالتعديلات و التغيرات التي اقنرحوا إدخالها على العرض الحكومي، ويعتبرون أن شبح "السنة البيضاء" قد تكون واقعا يحتاج إلى إقرار من الوزارة، وبالتالي، يبقى احتمال تكرار موسم الاحتجاجات و مطالب طلبة الطب واردا بشكل كبير خلال السنة الجامعية المقبلة، في المقابل، تشير وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى أنها ستقوم بدراسة السيناريوهات الممكنة في نهاية شهر غشت، في ظل الثقة المفقودة بين الأطراف، حيث يناشد المتابعون للملف رئيس الحكومة بالتدخل الفوري لاستعادة الثقة، مؤكدين أن تفادي سنة بيضاء لا يزال ممكنا. كما أن الفريق الحركي بمجلس النواب طلب مؤخرا في رسالة إلى رئيس لجنة التعليم و الثقافة و الاتصال بالمجلس، كما أنه تم عقد اجتماع للجنة بحضور عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي و البحث العلمي والابتكار، و ذلك بغية تدارس وضعية و أزمة طلب الط، و إيجاد الحلول المناسبة التي يمكن تدارسها قبل الدخول الجامعي المقبل، في ظل استمرار أزمة كليات الطب والصيدلة، وأكد الفريق الحركي أن المؤسسة التشريعية يجب أن تكون كذلك في قلب النقاش الدائر حول وضعية المنظومة التعليمية بصفة عامة، ومتابعة أيضا مستجدات الدخول الدراسي والجامعي على وجه الخصوص. كما أن أعضاء من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة يصفون صمت الوزارة ب المريب ويهددون بالاحتجاج، و عبر عن تخوفهم و قلقهم من صمت الوزارة، الذي قد يؤدي إلى تصعيد طلبة الطب و الصيدلة و الاستمرار في خوض الاحتجاجات أمام مطالبهم المسطرة. و صمت الوزارة بخصوص رسوب 15 ألف طالب بعد مقاطعتهم امتحانات الدورة الاستدراكية، يثير مخاوف و قلق اللجنة الوطنية لطلبة الطب و الصيدلة واعتبر العضوان أن هذا الصمت يعني مبدئيا أننا قد نكون أمام "سنة بيضاء"، مطالبين الحكومة بالإقرار بذلك. وأشار العضوان إلى أنه في حال ثبوت هذا السيناريو، فإن خيار تفشي الاحتجاجات خلال الدخول الجامعي المقبل يبقى مطروحا، بناء على استشارة مكاتب ومجالس الطلبة في اللجنة الوطنية. كما أن طلبة الطب والصيدلة يقترحون تعديلات لتفادي أزمة السنة البيضاء وفقا لمصادر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، يقترح الطلبة إدخال تعديلات على المقترحات الحكومية،و التي تشمل، ملاءمة الهندسة البيداغوجية و تعديل قرار تقليص سنوات التكوين ليشمل فقط الدفعات الجديدة، مع إعفاء الدفعات الخمس الأولى من السنة الأولى إلى السنة الخامسة من الموسم الجامعي الحالي من هذا الإصلاح، وإبقائها ضمن نظام الضوابط البيداغوجية القديم. بالإضافة إلى إلغاء التوقيفات بحق الطلبة والتراجع عن منح نقطة الصفر وحل المجالس ، و تنظيم امتحانات الفصل الأول في شهر شتنبر، وامتحانات الفصل الثاني في شهر أكتوبر، مع منح فرصتين لضمان زيادة فرص النجاح للطلبة. وبناء على ذلك، يقترح الطلبة بدء الدخول الجامعي المقبل في نونبر، وأبرز الطلبة ضرورة توقيع محضر اتفاق يضمن الالتزام بهذه المطالب لضمان استقرار العملية التعليمية وتفادي أزمة السنة البيضاء. https://www.almaghreb24.com/maroc24/0znp