يواجه المغرب موجة جفاف غير مسبوقة، بسبب ندرة التساقطات المطرية، وتراجع حقينة السدود في العديد من المناطق، الأمر الذي يفاقم من درجة القلق والتساؤل أمام الوضع المائي الراهن. ومن المرتقب، من أجل مواجهة الأزمة المائية التي تعيشها المملكة المغربية، أن يتم بناء منشآت كبيرة تهدف إلى تخزين المياه في أوقات الوفرة لإعادة استخدامها في أوقات الخصاص أو في المناطق التي تعاني من النقص. وأمام ندرة التساقطات، فنسبة ملء السدود المائية لا تتعدى 24 في المائة وهو معطى صادم لأن هذا المخزون يتأثر بظواهر التوحل والتبخر، على اعتبار أن درجات الحرارة ما زالت مرتفعة رغم انتهاء فصل الصيف. واستمرار ندرة التساقطات المطرية يضع المغرب في وضع مقلق للغاية الأمر الذي سيجعل وثيرة تزويد المواطنين بالماء الشروب يصيبها نقص كبير، وسيؤثر ذلك على المدن التي لا زال الطقس بها حارا لحدود الساعة. وتواجه مدن مغربية خطر عدم التزويد بالماء خلال فصل الصيف المقبل، خصوصا إذا استمر شح التساقطات المطرية. وقال وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في جلسة مناقشة الميزانية الفرعية للوزارة بمجلس المستشارين، مساء الثلاثاء إن العاصمة الرباط، تبذل وزارة التجهيز والماء جهودا لإيجاد حلول لاستدامة تزويدها بالماء، وذلك بتحويل مصب نهر سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله بعد التراجع الكبير لحقينته. وأيّد المسؤول الحكومي، اللجوء إلى قطع الماء عن البيوت في حال استمرار الجفاف من أجل الحفاظ على ما تبقى من الثروة المائية، قائلا: "الأفضل بالنسبة إلينا هو التقليل من الماء وضمان الاستدامة عوض أن نبذره ولا نجده غدا أو بعد غد". وأمام هذا الوضع المقلق، تتجه وزارة نزار بركة نحو الانخراط في حملة تحسيسية من أجل ترشيد استعمال الماء وذلك في وسائل الإعلام ومن حلال خطب يوم الجمعة إضافة إلى إحداث منصة رقمية يساهم فيها المواطنون بتجاربهم واقتراحاتهم في هذا المجال. وكنت الحكومة في وقت سابق قد قررت إطلاق حملة تحسيسية لوقف إهدار الماء وترشيد استخدامه. وتهدف هذه الحملة إلى "دق ناقوس الخطر" في مواجهة الجفاف في المغرب وتوعية المواطنين بخطورة الوضع. وبحسب وزارة التجهيز والماء، "تستهدف الحملة جميع السكان، بالوسطين الحضري والقروي على حد سواء، ولكن أيضا الفلاحين".