أجّج تأخر التساقطات المطرية في المغرب منذ أكتوبر الماضي، الخوف من حدوث نقص في مياه الشرب خلال الشتاء، وسط ضعف مخزون المياه في السدود، ما دفع بعض شركات توزيع الماء ببعض المدن المغرب على غرار مدينة الدارالبيضاء، إلى إخبار السكان في بعض المناطق باتخاذ تدابير تستحضر ندرة المياه. ودفع السياق المتسم بندرة المياه في الصيف الحكومة إلى إحداث لجان يقظة في العديد من الأقاليم مع تبني العديد من المشاريع الرامية إلى توفير عاجل للماء في العديد من المناطق، وخاصة في القرى والمراكز الريفية وتوفير صهاريج المياه وإصلاح قنوات نقل المياه وإنجاز آبار لاستغلال المياه الجوفية. ويراهن المغرب على ترشيد مخزونه من المياه، في ظل تأخر التساقطات المطرية في الموسم الحالي، حيث يتطلع إلى تأمين مياه الشرب لمختلف المناطق، بعد تراجع مخزون السدود إلى مستويات مقلقة. وقررت الحكومة خلال الأسابيع الماضية إلى تعبئة المياه المتوافرة في السدود بهدف توجيهها لتلبية طلب الأسر على مياه الشرب. في وقت أكد فيه وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن مشكلة ندرة المياه ما زالت مطروحة، رغم التساقطات المطرية الأخير، التي تقل بنسبة 60 بالمائة عن المتوسط. وأشار في البرلمان إلى أن مخزون المياه في السدود يقلّ عن 4 مليارات متر مكعب، حيث يصل معدل ملء السدود لغاية الثلاثاء الماضي، إلى 24 بالمائة، مقابل 34 بالمائة المسجلة السنة الماضية. مشيرا إلى أن إشكالية مائية حقيقية يجب التصدي لمعالجتها، على أنه إذا كانت المستويات المائية تتراجع عادة بمتر أو مترين، فإن ذلك التراجع تعدى ثلاثة أمتار، بل إنه بلغ ستة أمتار في بعض الأحيان، وذلك بسبب الاستغلال المفرط للمياه في بعض المناطق. وسعت وزارة التجهيز إلى دعوة الأسر إلى الاقتصاد في الماء عبر تغيير سلوكها اليومي، حيث اعتبر الوزير المجتمع المدني منخرطاً في هذه العملية، الرامية إلى مواجهة ندرة المياه، التي يفترض أن تشارك فيها الصناعة والفلاحة والقطاعات الأخرى. ويتطلع المغرب إلى تحسين العرض الماء، عبر بناء السدود والربط بين الأحواض المائية وتحلية مياه البحر ودمج المراكز الريفية في أنظمة التزويد بالماء الصالح للشرب وتوفير الموارد المائية من أجل الزراعة والاهتمام بالصيانة ومحاربة التلوث.