في اليوم الثالث من مهمة "أرتيميس 1″، أكدت وكالة ناسا، الجمعة 18 نونبر، أن أداء المركبة الفضائية أوريون، وهي في طريقها إلى القمر بعد انطلاقها من فلوريدا، "فاق التوقعات". يفترض أن تنقل هذه الكبسولة الجديدة رواد فضاء إلى القمر في السنوات المقبلة، للمرة الأولى منذ آخر رحلة أمريكية ضمن مهمة أبولو في عام 1972. وترمي هذه الرحلة التجريبية الأولى، وهي غير مأهولة، للتأكد من أن المركبة آمنة. وقال المسؤول عن "أرتيميس 1" مايك سارافين خلال مؤتمر صحافي "اجتمعنا اليوم لاستعراض أداء المركبة الفضائية أوريون (…)، والذي فاق التوقعات". من ناحيته، قال المسؤول عن "أوريون" في مركز جونسون للفضاء في هيوستن جيم جيفري إن الألواح الشمسية الأربعة للمركبة الفضائية، التي يبلغ طولها حوالي 4 أمتار، وضعت في المكان المطلوب بشكل صحيح و"توفر طاقة أكبر" مما كان متوقعا. ويضم مركز جونسون في تكساس مركز التحكم الذي تدار من خلاله المركبة الفضائية. وباتت مركبة أوريون تبعد عن الأرض حوالي 320 ألف كيلومتر، وتستعد لأداء أول عملية دفع من أصل أربع دفعات رئيسية مقررة للمهمة باستخدام محركاتها. هذه المناورة، التي ستتم في وقت مبكر من صباح الاثنين، ستجعل المركبة الفضائية تقترب مسافة تناهز 100 كيلومتر فقط من سطح القمر، من أجل الاستفادة من قوة الجاذبية. ونظرا لأن هذا سيحدث خلف الجانب المظلم من القمر، من المتوقع أن تفقد ناسا الاتصال بالمركبة الفضائية لمدة 35 دقيقة تقريبا . وقال مدير رحلات ناسا جيف راديغان "سنمر فوق بعض مواقع هبوط أبولو"، رغم أنها ستكون في الظل. وسينشر بعدها مقطع فيديو لعملية التحليق. وبعد أربعة أيام، ستؤدي عملية دفع ثانية بواسطة المحركات، إلى وضع أوريون في مدار بعيد حول القمر. وسترتفع المركبة مسافة تصل إلى 64 ألف كيلومتر خلف القمر، وهو رقم قياسي لكبسولة صالحة للسكن. ستبدأ بعد ذلك رحلة العودة إلى الأرض، إذ من المقرر أن تهبط في المحيط الهادئ في 11 دجنبر، بعد ما يزيد قليلا عن 25 يوما من الرحلة. ويحكم نجاح هذه المهمة مستقبل المهمة التالية "أرتيميس 2" التي ستنقل رواد فضاء حول القمر من دون هبوط، وبعدها "أرتيميس 3" التي ستتيح أخيرا عودة البشر إلى سطح القمر. ومن المقرر أن تتم هذه المهمات رسميا في عامي 2024 و2025 على التوالي. كما أوضح مايك سارافين، الجمعة، أنه تم بالفعل نشر 10 أقمار صناعية علمية دقيقة عند انطلاق الصاروخ، لكن نصفها كان يعاني من مشاكل تقنية أو أعطال في الاتصالات. هذه التجارب، التي تجرى بشكل منفصل من جانب فرق مستقلة، ليس لها تأثير على المهمة الرئيسية.