أصبحت صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب هي مفتاح المملكة لاقتحام الأسواق العالمية، وفق ما أكده وزير الصناعة والتجارة رياض مزور. وأوضح الوزير أن المغرب يصنع ما يقرب من 40 ألف سيارة كهربائية سنويًا، وهو الرقم الذي يجب أن يتضاعف 3 أو حتى 4 مرات، بحسب ما نقلته منصة "ميديا 24" الناطقة باللغة الفرنسية (Medias 24). وشدد على أن المنصة الصناعية المغربية للسيارات في طريقها إلى أن تصبح الأكثر تنافسية في العالم، بفضل توفير الطاقة الخضراء التي ستكون 30% أرخص من الطاقة الحالية. جاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في الدورة ال7 لاجتماعات السيارات في طنجة، التي تنظمها كلٌ من الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات ووزارة الصناعة والتجارة، من 26 إلى 28 أكتوبر 2022، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة. وأشار الوزير رياض مزور إلى أن الاتحاد الأوروبي -الذي يستحوذ على 90% من الصادرات المغربية- يتحول كليًا إلى الكهرباء بدءًا من عام 2035، وهذا تحدٍّ كبير يواجه الصناعة المغربية. وقال: "ليس لدينا خيار سوى أن نصبح منتجين لبطاريات السيارات الكهربائية، ونأمل أن نتمكن من إعلان ذلك في المستقبل القريب جدًا". وأضاف: "تمثّل البطارية ما يصل إلى 30% من تكلفة السيارة الكهربائية.. إذا أراد المغرب الحفاظ على إنجازاته من حيث معدل الاندماج، فلن يكون أمامه فعليًا خيار آخر". ومن بين العناصر الكيميائية ال6 التي تتكوّن منها بطاريات السيارات الكهربائية، توجد في المغرب 4 عناصر في حالتها الأولية. وبالنسبة إلى وزير الصناعة، فإن المملكة لديها الوسائل لجذب المستثمرين في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب. ففي وقت سابق من هذا العام (2022)، دخلت رينو في اتفاقية مع شركة مناجم المغربية لتزويد نفسها بكبريتات الكوبالت لتصنيع بطارياتها الكهربائية. تتطلّب السيارات الكهربائية عددًا أقل من القوى العاملة بنسبة 30%، ولكنها تتطلّب الكثير من الأجهزة الإلكترونية، بحسب التقرير الذي أوردته منصة "ميديا 24". الأمر الذي يتطلب قدرات في الأجهزة بقدر ما تتطلبه في البرمجيات والتدريب في مهن جديدة لم تكن موجودة من قبل، كما أشار عضو مجلس إدارة الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات، أيوب الداودي. ورد الوزير رياض مزور أن هذه التغييرات لا تهدد المملكة بأي شكل من الأشكال، قائلًا: "لا يمكن للمغرب أن يظل بلدًا منخفض التكلفة لمدّة طويلة. إنه يحول نفسه إلى أفضل بلد من حيث التكلفة". وضرب مثالًا بالدار البيضاء، التي دخلت أفضل 10 وجهات في العالم للبحث والتطوير في مجال السيارات. وأوضح أن المغرب لديه 10 آلاف مهندس يقومون بالبحث والتطوير، منهم 3 آلاف جرى توظيفهم هذا العام وحده. في سياقٍ متصل، أفاد وزير الصناعة والتجارة رياض مزور بأن سعر الكهرباء ظل مستقرًا في المغرب على عكس معظم دول أوروبا والعالم، مؤكدًا أن الحكومة بذلت "جهودًا خارقة للحفاظ على استقرار الأسعار". وأعلن أن "العلامات المشجعة جعلت من الممكن وجود أمل في الوصول إلى طاقة استيعابية تبلغ مليون سيارة تُصنع سنويًا في القريب العاجل". ويُصنع المغرب -حاليًا- 700 ألف سيارة بفضل مصنعي رينو وستيلانتس. وسيصل حجم مبيعات قطاع التصدير إلى مستوى قياسي يبلغ 100 مليار درهم في عام 2022، وهو الرقم الذي أكد الوزير رياض مزور أنه واثق بمضاعفته في غضون 3 إلى 4 سنوات.