انتشر بشكل كبير هاشتاغ يطالب بخفض أسعار المحروقات بالمغرب، بالإضافة إلى هاشتاغ ثالث، يطالب برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، حيث تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في التعاليق على الصفحات المشهورة والمنشورات الشخصية. هذا الهاشتاغ أخذ حيزا واسعا ومساحة كبيرة في اهتمام المغاربة، لكن هذه الحركة الإفتراضية هناك من استهجنها وشكك في براءتها، واصفين إياها بالمدفوعة والمدبرة من طرف قوى خفية لها حسابات خاصة تريد تصفيتها. وقد حاولنا أن نحلل بنية الهاشتاغ والطريقة التي ينتشر بها والحسابات التي تتناقله وتنسخه على جدرانها وتوزعه في التعاليق، لنجد نتائج مختلفة ومتعددة. يبدو من الوهلة الأولى أن الهاشتاغ هو تعبير شعبي عن رفض الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الكارثية التي يعيشها المغرب بقيادة حكومة أخنوش، هذا على مستوى البنية السطحية للهاشتاغ، أما البنية العميقة له من شأنها أن تكشف عن أجندة معينة مدفوعة، فتجييش العوام لا يتم إلا بقيادة وتعبئة، فالعامة لا تتحرك من تلقاء نفسها. ومن خلال ملاحظة الحسابات النشطة أثناء الحملة، يلاحظ أنها حديثة الإنشاء وعمرها لا يتعد ثلاث أيام، أي أنها انطلقت فور إطلاق الحملة، بالإضافة إلى أنها لا تغير أسلوب التعليق وأنها تتفاعل بالطريقة نفسها كأنها تشتغل آليا أو أن شخصا واحدا من يتحكم فيها . هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لا يمكن الجزم، أبدا، أن كل تلك الحسابات وهمية ومسيرة، فهناك حسابات حقيقية وأصحابها معروفين، يروجون للحملة، وينسخون الهاشتاك بنفس الطريقة التي ينسخها الحساب الوهمي، أي أنهما يقومان بنفس الوظيفة وهي التعبئة والاحتجاج. الهاشتاغ تبناه أشخاص كثر من الذين يشتغلون في وظائف محترمة مثل الطب والتعليم والصحافة وكذلك من يشتغلون في وظائف أخرى متفرقة، الشيء الذي يضعنا أما جدلية الوهمي والحقيقي، فالحملة لا تروج لها الحسابات الوهمية لنقول أنها لا تحض بأي دعم شعبي، وأنها باطلة ومدفوعة ومدسوسة، بل إنها تحضى يحضانة شعبية، مع اختلاف التوجهات السياسية لمن تبنوها، فهناك من لا توجه له غير أنه يريد خفض ثمن المحروقات. ويلاحظ أن هناك من تجنب نشر هشتاك المطالبة برحيل الحكومة، الأمر الذي أثار شكوكا، وعند التحري في الأمر، اتضح أن أصحاب هذه الحسابات يشتغلون في وظائف معينة يعتبرون أنها حساسة ولا يريدون إقحام نفسهم في أي مواجهة مع رئيس الحكومة، أو أنهم صرفوا النظر عن رحيل أخنوش لأسباب تخصهم لها علاقة ربما بمستقلهم، حسب اعتقادهم، أو حقفاظا على علاقاتهم الشخصية مع مناصري عزيز أخنوش. ومن جهة أخرى، الذين لم يتفاعلوا مع الهشتاغ الثالث تربطهم بطريقة أو بأخرى علاقة بحزب الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال. ومن خلال التمحيص، فالهشتاغ يأخذ صورا متعددة، وأنه لا يستقر على صورة واحدة، حيث يتغير من وضعية إلى أخرى، تارة يكتب بطريقة وتارة يكتب بطريقة أخرى، مع زيادة أو حذف حرف أو حرفين، الأمر الذي يثير شكوكا جمة، وذلك ما يستدعي الكشف عنه وملاحقته للوصول إلى من يقف وراء هذه الحملة، ومن أطلقها، ومن له اليد فيها، وما الأهداف التي يريد أن يجنيها من وراء هذا التجييش الرقمي؟