في ظل تفشي المتحور الجديد "أوميكرون"، يبدو الوضع مقلقا، ويدعو إلى اتخاذ تدابير استباقية لتجنب الوقوع في انتكاسة وبائية، من شأنها أن تعود بالمنظومة الصحية خطوات إلى الوراء، بعد النجاح الذي حققته على مدار سنتين من محاربة الفيروس في الميدان. وفي هذا السياق قال الطبيب والخبير في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، "إن المغرب بإمكانه تجنب الإجراءات المشددة والطوسلة التي يفرضها خطر تفشي "أوميكرون" وذلك من خلال تسرسع عملية التلقيح". وفي ذات السياق أوضح حمضي أن الوضع الحالي يوحي أن المتحور أوميكرون سيكون أقل خطرا لأنه متحور أقل شراسة، معتبرا أن هذا المعطى لم يتأكد بعد في انتظار المعطيات الدقيقة، "في انتظار أن ينتشر أوميكرون بين غير الشباب والذين لم يأخذوا أي جرعة من اللقاح، ولم يصابوا بكوفيد قبل أوميكرون". وأكد الطبيب حمضي على أن المتحور "أوميكرون" سيكون هو السائد في الأسابيع المقبلة، حيث ربط تفادي ازدياد الحالات بشكل مهول، وازدياد الضغط على المنظومة الصحية والحالات الحرجة والوفيات، والتأثير السلبي على الدورة الاقتصادية والحياة الاجتماعية والمدرسة المغربية، مرتبط بالدرجة الأولى بأخذ الجرعة الثالثة بكل استعجال. وحذر حمضي من أن سرعة انتشار المتحور الفائقة ستزيد من عدد الإصابات لدى الأطفال، وبالتالي استشفاء أعداد أعلى بينهم مقارنة مع السابق، بسبب كوفيد أو الأمراض المصاحبة له، كما ستتحول الفصول الدراسية لبؤر وبائية مدرسية ومجتمعية عند كل إصابة جديدة بينهم. ونبه إلى أنه قد يكون على المغرب، على غرار كل الدول الأخرى، اتخاد تدابير لحماية المواطنين والاقتصاد والمدرسة والحياة الاجتماعية، في ظل محدودية القدرة على إجراء التحاليل "رغم أننا من بين الدول التي أجرت عددا كبيرا منها ونعد ثاني دولة إفريقيا في هذا المجال، ومحدودية الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية رغم توسيعها، وعدم احترام شرائح واسعة من المجتمع للتدابير الوقائية، وعدم استعداد المملكة لانفلات وبائي واسع، يفرض إجراءات قاسية لا يمكن تحمل تبعاتها". وقال الطبيب في ختام كلمته "لنحمي أنفسنا وعائلاتنا ومنظومتنا الصحية ومصادر رزقنا ومدرسة أبنائنا، ومساعدة بلادنا على عدم الاضطرار لاتخاذ إجراءات أكثر شدة وأطول مدة، وذلك بالإسراع بالتلقيح الكامل وأخد الجرعة المعززة واحترام التدابير الوقائية".