كشفت صحف إسبانية أن المغرب لا يفكر حاليا في عودة سفيرته في إسبانيا، كريمة بنيعيش، إلى مدريد، بعد أن تم استدعاؤها في شهر ماي إلى الرباط في خضم توتر دبلوماسي حاد بين البلدين الجارين. ونقلت تلك الصحف عن مصادر دبلوماسية أنه قد يتم تغيير السفيرة المغربية، وأوضحت صحفية "لاراثون" الإسبانية، أنه قبل عودتها "لا بد من مناقشة عدة قضايا وتقديم توضيحات حول المشكلة التي تسببت في الأزمة الدبلوماسية الحالية وهي استقبال رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي" بن بطوش. وأضات الصحيفة أن "هذه الحقيقة التي كلفت وزيرة الخارجية آنذاك أرانشا غونزاليس لايا وظيفتها، فسرها المغرب على أنها هجوم مباشر من قبل بلد يعتبر نفسه صديقا". وأشارت مصادر دبلوماسية للصحيفة، "إلى أن القمة بين البلدين، المؤجلة عدة مرات، لم يحدد موعدها حتى الآن، واستشهدت بقضية اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي التي تطال 92 سفينة إسبانية تصطاد في المياه المغربية"، لافتة إلى أن "هذه الاتفاقية ستنتهي في العام المقبل لكن سيبدأ التفاوض بشأنها في أواخر غشت". وأكد المصدر ذاته، أنه هذه "الاتفاقية بلا شك بمثابة أحد الفصول التي ستطرحها الرباط على الطاولة في إطار عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية والتي بحسب المصادر "تقطع شوطا طويلا". ومن جانبها، أشارت صحيفة "الفارو دي مليلية" الإسبانية، إلى أن وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، "استغل فرصة تنصيبه لإرسال تحية ودية إلى المغرب حيث وصفه ب"الصديق الكبير والجار للجنوب". وقال المسؤول الإسباني إن من أهدافه تطبيع العلاقات مع الرباط"، مشيرة إلى "إعلانه أنه سيبدأ زيارته الرسمية الأولى كوزير في المغرب لمحاولة تهدئة الأمور بعد ثلاثة أشهر من الجسور المكسورة بين البلدين". وكانت السلطات الإسبانية قد استدعت السفيرة المغربية في ماي الماضي لاستفسارها عن تدفق آلاف المهاجرين المغاربة غير النظاميين إلى الجيب الإسباني سبتة في شمال المغرب. وردا على تلك الخطوة، استدعى المغرب سفيرته في مدريد للتشاور وذلك على خلفية تداعيات الأزمة الحادة الناجمة عن استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي. وفي خضم ذلك التوتر، قال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "الأزمة ستستمر ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي، فالمغرب يرفض تلقي هذا النوع من التخويف، القائم على صور نمطية بائدة، وسيظل واضحا بشأن أصل هذه الأزمة والمسؤولين عنها".