شرعت إحدى الشركات المتخصصة في تدوير النسيج بمدينة الفنيدق، أمس الخميس، في نشاطها الإنتاجي بتشغيل 200 عامل وعاملة من ممتهني التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة سابقا. وسهرت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات على عملية توقيع عقود عمل غير محددة المدة لفائدة 200 عامل، 190 من بينهم نساء، من المتضررين من جائحة فيروس كورونا ومن الركود الاقتصادي الذي تعاني منه المنطقة عقب إغلاق معبر باب سبتة. وتشكل هذه الوحدة الصناعية، التي انطلق الانتاج بها بشكل فعلي، نموذجا لتنزيل البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان. وينتظر أن تشغل الشركة أكثر من ألف عامل وعاملة بعد الانتقال إلى المقر الجديد الذي يجري بناؤه بمنطقة الأنشطة الاقتصادية. وأكد الرئيس المدير العام للشركة، الصبري سعيد، أن سلطات ولاية جهة-طنجة-تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق وضعت أمام المستثمرين بالمنطقة كافة التسهيلات والتحفيزات قصد الاستقرار بمدينة الفنيدق، مضيفا أن وحدته الصناعية انطلقت مؤقتا ب 200 عامل وعاملة، في أفق إدماج ألف آخرين بعد الانتقال إلى المقر الجديد. وأبرز أن الشركة، التي تنشط في إعادة فرز الألبسة المستعملة وإعادة تدويرها، تستهدف يدا عاملة تتكون أساسا من النساء العاملات سابقا بالتهريب المعيشي، موضحا أن 30 في المائة من الانتاج يوزع بالسوق المحلية بالفنيدق عبر تعاونية تضم 120 تاجر ألبسة مستعملة، فيما يعاد تصدير جزء من الإنتاج وإعادة تدوير جزء آخر لصنع النسيج. من جانبها عبرت زينب الشعيري، إحدى العاملات بالشركة والأم لأربعة أطفال، عن سرورها بالإدماج بهذه الوحدة الصناعية بعدما اشتغلت في التهريب المعيشي لأزيد من 10 سنوات، مبرزة أن المبادرات والإجراءات المستعجلة التي سهرت السلطات على تنزيلها مكنت مجموعة من المتضررين من ضمان عمل قار ودخل مالي يحفظ كرامتهم وحقوقهم بعد معاناة طويلة في التهريب المعيشي.