في رسالة إلى المليشيات الانفصالية وإلى أعداء المملكة، اعتمد حلف الناتو، عبر موقعه الرسمي، خريطة كاملة للمملكة في برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع له.خطوة رأى فيها محللون تحولا ملحوظا في موقف الحلف، يبعث بدلالات ورسائل سياسية في وقت تتوسع فيه دائرة التأييد الدولي للرباط بشأن مغربية صحرائها. واعتماد خريطة كاملة للمغرب يوجه صفعة مدوية لمليشيات "البوليساريو" الانفصالية، ويقطع عليها الطريق نحو محاولات استجداء التعاطف الدولي الذي تنتهجه مؤخرا. محاولات بائسة تصاعد منسوبها خصوصا عقب اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية، في دجنبر الماضي، بسيادة المغرب على الصحراء، وتأكيدها على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن.اعتراف تاريخي سحب من تحت أقدام المليشيات جميع الأوراق التي كانت تستخدمها للمناورة، سواء سياسيا أو عبر إثارة الاضطرابات واستهداف القوات المغربية. وتعليقا على قرار الحلف،يرى مراقبون أن هذه الخطوة تؤكد أن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية، بحكم أنها أكبر دولة في الحلف وهي من تترأسه، جعلت أعضاء "الناتو" يعتمدون هذه الخريطة ويؤكدون هذا الموقف. قرار الحلف رأى فيه مراقبون أيضا رسالة إلى أعداء المملكة، وتأكيدا على مكانتها كحليف (غير عضو) قوي له، ودورها كمحاور يعتد به لقوى العالم بالمنطقة، باعتبارها البلد الأكثر استقرارا في شمال أفريقيا وغربها. إجراء يدخل أيضا في إطار تحالفات وتغيرات جيواستراتيجية تجعل المغرب في قلب الحلف رغم أنه ليس عضوا فيه، وهو ما يجعله من المكونات الأساسية التي يعتمد عليها بالمنطقة الأطلسية.وإجمالا، ينظر للقرار على أنه خطوة إيجابية تعزز من تموقع المملكة إقليميا ودوليا، وتبعث برسائل إيجابية تقصف جبهة الانفصاليين، وتحذر من مغبة العبث بسيادة المملكة. والشهر الماضي، قال دايفيد فيشر، السفير الأمريكي لدى الرباط، إن واشنطن اعتمدت خريطة للمغرب تضم الصحراء المغربية.وأعرب ديفيد فيشر، خلال مؤتمر عقده حينها بالسفارة الأمريكية بالمملكة، عن سعادته بتقديم الخريطة الأمريكية الرسمية الجديدة للمملكة المغربية.واعتبر أنها تشكل "تمثيلا ملموسا لإعلان الرئيس (دونالد) ترامب بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء".