قامت دراسة أجراها معهد روبرت كوخ الألماني بمسح شامل للأماكن الأكثر احتمالا للإصابة بعدوى فيروس كوفيد 19. خبراء ألمان كشفوا المكان الأكثر خطورة للإصابة بالفيروس والمسؤول عن 57 بالمائة من بؤر الوباء في ألمانيا. لا يزال فيروس كورونا المستجد يُحير الخبراء في جميع أنحاء العالم، وكل دراسة جديدة تضيف لبنة أخرى تكشف جوانب غير متوقعة للطريقة التي ينتشر بها هذا الوباء القاتل. موقع شبيغل أونلاين (25 غشت 2020) كما معظم المنابر الإعلامية الألمانية، نشر نتائج دراسة أجراها معهد روبرت كوخ الألماني، المؤسسة المرجعية والرسمية في ألمانيا بشأن كل ما له علاقة بجائحة كورونا. الدراسة كشفت معلومات جديدة عن سلوك الفيروس وترتيب للأماكن التي يتفشى فيها حسب خطورتها. وأظهرت الدراسة أن معظم المصابين، التقطوا العدوى في بيوتهم. ورصدت الدراسة 3.902 بؤرة تفشي منزلية في ألمانيا. ويتحدث معهد روبرت كوخ عن « بؤرة » حينما تظهر إصابة بالفيروس في مكان ما، تم تليها إصابة أخرى أو أكثر في نفس المكان. وجاءت دور رعاية المسنين والعجزة في المركز الثاني، حيث تم تسجيل 709 بؤرة. أما أماكن العمل فاحتلت المركز الثالث ب 412 بؤرة. واحتلت المستشفيات ومكاتب الأطباء والمرافق الصحية الأخرى المركز الرابع. وأكدت الدراسة أن البيوت مسؤولة عن 57 بالمائة من مجموع بؤر فيروس كورونا في ألمانيا، ودور رعاية المسنين (10بالمائة)، وأماكن العمل (6 بالمائة) ثم المستشفيات والمرافق الطبية (4 بالمائة). القرية الألمانية التي فاجأت خبراء الفيروسات اشتهرت قرية « نوينشتادت أمرينشتايغ » الصغيرة باعتبارها المكان الوحيد الذي فُرض فيه حجر صحي كامل لمدة أسبوعين في ولاية تورينغن الألمانية، وذلك بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19. جامعة يينا أجرت دراسة شملت 626 من المصابين، أظهرت الدراسة نتائج مثيرة بشأن الأجسام المضادة للفيروس، إذ لم يتم رصدها إلا لدى حوالي نصف المصابين. وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين تحت إشراف عالم العدوى الوبائية ماتياس بليتز، استعملوا ستة أنواع مختلفة من الاختبارات لكشف الأجسام المضادة للفيروس. وكانت هذه النتيجة مفاجئة جدا لبليتز الذي أكد أنه « على ما يبدو، حتى مع وجود اختبار سلبي للأجسام المضادة، لا يمكن حقًا استبعاد وجود عدوى فيروس كورونا المستجد ». وليس من الواضح بعد، عما إذا كان نقص الأجسام المضادة له علاقة في نهاية المطاف بنقص المناعة لدى المصابين أم بعوامل أخرى. وسبق لمعهد روبرت كوخ أن أكد في دراسات مماثلة أن غياب الأجسام المضادة لدى المصابين المتعافين، لا يعني بالضرورة أنهم فقدوا المناعة ضد الفيروس (إذاعة بافاريا، 25 غشت 2020). تزايد أعداد الألمان المصابين بالعدوى في الخارج ذكر معهد روبرت كوخ (فرنكفورته ألغماينتسايتونغ، 25 غشت 2020)، أن نسبة كبيرة من المصابين بفيروس كورونا بألمانيا أصيبوا به خارج البلاد،وقد بلغت هذه النسبة 42 بالمائة، في وقت لم تكن فيه قبل أسابيع قليلة تتجاوز 34 بالمائة. وذكر المعهد عددا من الدول كمصدر محتمل للعدوى بالنسبة للألمان ومنها كوسوفو وكرواتيا وتركيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا. غير أن المعهد أشار أيضا إلى أنه من المرجح أن تكون نسبة المصابين الذين لم يتم اختبارهم في ألمانيا والذين لم يكونوا في الخارج أعلى بكثير. ويذكر أن ألمانيا سجلت منذ بداية الجائحة ما لا يقل عن 234.853 إصابة بحلول يوم (الثلاثاء 25 غشت 2020)، فيما بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالجائحة 9277 حالة. ومن المتوقع أن تجتمع المستشارة أنغيلا ميركل مع رؤساء وزراء الولايات الألمانية يوم الخميس (27.08.2020) لأول مرة بعد العطلة الصيفية لبحث الوضع الوبائي في البلاد، في ضوء العدد المتزايد للإصابات، وبالتالي بلورة استراتيجية لمواجهة تطور الجائحة. العلاقة بين الوفيات وعدم احترام قواعد كورونا وفقًا لدراسة جديدة، فإن البلدان التي لا تلتزم بقواعد كورونا لديها معدل أعلى في نسبة الوفيات بفيروس كورونا المستجد. وبهذا الصدد أوضح عالم النفس يورغن مارغراف من جامعة الرور في بوخوم صاحب الدراسة (زودويتشه تسايتونغ، 24 غشت 2020)، مؤكدا أنه « في الأماكن التي يتم فيها التقيد بالقواعد بشكل أفضل، توفي عدد أقل من الأشخاص خلال الاثني عشر أسبوعًا الماضية بثلاثة عشر مرة مقارنة بالبلدان التي لا تؤخذ فيها القواعد بجدية ». وشملت الدراسة حوالي 1000 شخص (من كل بلد) من أصل ثماني بلدان، تفوق أعمارهم سن 18 عاما. ومن إجمالي 7.658 مشاركًا، وصف 77 بالمائة منهم قواعد محاربة كورونا بالمفيدة. وتم تحقيق الذروة في ألمانيا بنسبة 84 في المائة، فيما حُقق المعدل الأدنى في بولندا والسويد بنسبة 72 في المائة فقط. الدراسة أظهرت أيضا أن البلدان الأكثر امتثالًا للقواعد (بريطانيا، إسبانيا، فرنساوألمانيا) بلغ عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 منذ الأول من يونيو في المتوسط 7.8 في المائة. أما البلدان الأقل امتثالا للقواعد مثل روسيا وبولندا والولاياتالمتحدة والسويد، فزاد عدد حالات الوفيات المبلغ عنها بنسبة 105.8بالمائة.