يبدو أن الدولة المغربية تعيش تناقضا صارخا مع نفسها في ما يخص محاربة ظاهرة مقاهي الشيشة المنتشرة بالمدن المغربية. فكيف يعقل أن تتم محاربة مقاهي الشيشة والسلطات منحت تراخيص لمعامل وشركات لإنتاج مادة “المعسل” التي تعتبر المادة الرئيسية للشيشة. فإذا أرادت الدولة فعلا محاربة مقاهي الشيشة فيجب عليها أولا عدم الترخيص لهذه المعامل التي تنتج مادة المعسل ، وأن تقوم بإغلاقها ، وإلا فكيف سيتم محاربة هذه الظاهرة التي تغزوا بلادنا والمواد الأولية مرخص لها للتسويق. هذه المقاهي تعتمد على المواد الأولية التي تنتجها معامل مغربية مرخص لها من طرف السلطات المختصة، وبالتالي لم تخرق القانون، وإشتغالها قانوني خالص. لذا يجب على السلطات المختصة ، أن تقنن مقاهي الشيشة بدفتر تحملات صارم ، كما فعلت مع الحانات و الملاهي الليلية، أو إغلاق المعامل التي تنتج المواد الأولية ل”الشيشة”، فليس هناك حل ثالث، أما فأن ترخص في إنتاج “المعسل” وتحارب مقاهي “الشيشة” فهذا فعل متناقض ولا يقبله عقل. “المقاهي حرام و المعامل حلال. الجدير بالذكر أن الكثير من الدراسات والأبحاث التي أجريت مؤخراً كانت قد أكدت على أن مخاطر تدخين الشيشة يفوق عدة مرات مخاطر تدخين السجائر والتي هي أيضاً خطيرة وضارة جداً بصحة الإنسان. وأوضحت تلك الدراسات والأبحاث، أن إدمان تدخين المعسل يتسبب في الإصابة بعدد من أنواع السرطانات من أهمها، «سرطان الحنجرة والبلعوم والمريء والرئة والفم والمثانة البولية والبنكرياس والكلية والمعدة والدم». كما أظهرت الدراسات والأبحاث، أن تدخين حجر واحد من المعسل يعادل تدخين 40 سيجارة، ومما يزيد من خطر المعسل المواد المضافة إليه كالعسل و الدبس الأسود والسكر، وأيضاً النكهات التي يتم إكسابها للمعسل كنكهة التفاح والفراولة والتي تشجع المدخن على استنشاق مزيد من الدخان. وكشفت الدراسات والأبحاث أيضاً، أن جلسة واحدة من تدخين الشيشة تلحق ضرراً كبيرا بنبض القلب وضغط الدم وتيبس الشرايين. ويعد تيبس الشرايين بحسب الدراسات والأبحاث واحداً من أبرز أعراض الجلطة كما أنه يؤدي إلى اضطرابات أخرى في عضلة القلب. وأشارت الدراسات والأبحاث، إلى أن تدخين الشيشة لنصف ساعة يرفع مستوى تيبس الشرايين بصورة مشابهة لما يحدث أثناء تدخين سيجارة عادية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في وقت سابق من الشيشة، موضحةً، أن التدخين عبر الأنبوب الشهير يهدد بمواد سامة تسبب سرطان الرئة ومرض القلب ومتاعب صحية أخرى.