الشيشة أو مايطلق عليها "النارجلية" هذا الخطر القادم من الشرق الذي اكتسح فئات عريضة من المجتمع وخصوصا الشباب حيث اصبح الكل يتنشي بهذا النوع من التدخين الذي اكدت التقارير الطبية انه أخطر انواع التدخين في عصرنا الحديث وأنها من أبرز مسببات أمراض السرطان ونجد تاريخها يعود حين اخترعت في الهند من قبل طبيب في الفترة المغولية، باعتقاده أنها وسيلة غير ضارة لتدخين الحشيش. ويعود أصل الشيشة إلى شبه الجزيرة العربية ويقال أنه من وسط الهند، ثم انتقل استخدامها إلى شبه الجزيرة العربية لكنها انتشرت عالميا من خلال الدولة العثمانية إلى أن بدأت تصل بأشكال مختلفة في عصرنا الحديث عبر الطائرات والسفن والسيارات، إما على شكل هدايا أو على شكل بضاعة للبيع أصبحت تغزو جميع المدن والأسواق العربية والإسلامية والمغربية حيث تباع بشكل علني رغم منع استعمالها داخل المقاهي التي تستقبل زبنائها من جميع الأصناف وخصوصا بعد الإفطار في شهر رمضان . مقاهي الشيشة والمخدرات في رمضان بعد الإنتهاء من وجبة الفطور في رمضان تجد كل شخص فار إلى مبتغاه فهناك من الشباب من يرغب في لقاء ربه داخل المساجد ومنهم من يرغب في لقاء شهوته ونزواته. وأنت تهم بالدخول إلى إحدى مقاهي الشيشة بسلا، تجد على مدخلها كتلة من اللحم لأحد حراس المقهى المتواجدة في أحد الأحياء المعروفة بالمدينة ومن أول إطلالة على المكان من الخارج تجد أن المقهى مغلقا لا يدل على تواجد أحد سوى نسيم رائح الشيشة ،التي يصنفها المتعاطين لها هل هي رديئة أم ممتازة من خلال رائحتها، ففور انتهاء صلاة التراويح يلجأ العديد من الشباب والمراهقين إلى قضاء ليالي رمضان داخل هذا النوع من المقاهي، حيث توفر الأمن والأمان في تعاطي الشيشة وأنواع أخرى من المخدرات. المكان يبدو ككباريه ينقصه راقصة فقط ، الأضواء خافتة.. والموسيقى الصاخبة مرتفعة.. ودخان "النارجيلة" يعلو المكان.. ونادل يحمل "المجمر" و"الفاخر".. يتنقل بين الزبناء ينفخ على الحجارة لإشباع نشوتهم منتظرا "بوفوار" الزبون هو مشهد من مشاهد الأفلام المصرية، فقد اصبحت مادة "المعسل" مع اختفاء الخمور في شهر رمضان، هي الملاذ الأخير للعديد من الشباب والفتيات، فمن خلالها يتم استعمال الحشيش القادم من كتامة حيث ولم يعد تعاطي المخدرات يقتصر على تلفيف الحشيش بل أصبح الكثيرون يفضلون خلطه مع "المعسل" ليعطي تأثيرا أكبر، وتكلفة تدخين الشيشة متباينة حسب المكان المتواجد بها فالكبريات قد تصل الى 300 درهم بينما في مقاهي الشيشة المتواجدة بالأحياء تتراوح مابين 40 درهم الى 80 درهم قد يغوص مستعملها ساعتين في استنشاقها. "هيثم".. شاب في مقتبل العمر اعتاد على الذهاب باستمرار لأحد المقاهي بسلا، حيث حكى لنا أنه يفضل الذهاب إلى مثل هذه المقاهي في رمضان، حيث تقدم كل انواع الشيشة مع إحساسه بالأمان داخلها ممزوجا بالموسيقى والفتيات وهي فرص للتعرف عليهن فتيات واصطياد طرائد جدد بعد الإفطار وقضاء وقت ممتع معهن مضيفا أنه هو غير متفق تمام ان يتم تناول المخدرات داخل مقاهي االشيشة لكن اكد ان ارباب المقاهي يعمدون لتوفير هذا النوع من التدخين لكسب مداخيل أكبر والسهر على راحت الزبون السخي. مقاهي الشيشة عنوان للجنس لم يبحث عنه انتقلنا من أحياء سلا إلى أحياء الرباط المطلة على البحر، حيث هناك عالم أخر من المدخنين والمستهلكين ونوع أخر من المقاهي الذي يقدم خدمات أخرى كالجنس بشكل سري في أحد الأقبية، فالشباب الذي يأتي لتلك المقاهي لايستطيع مقاومة الجنس اللطيف الذي يتأهب بدوره كل ليلة في رمضان استعدادا لقضاء فترة من الزمن مع أي زبون والعودة "بمصروف الجيب" حسب العرض المقدم سواء ليلة جنسية حتى مطلع الفجر أو رقص على الإيقاعات الخليجية فهذا النوع من المقاهي يجذب العديد من الشباب والفتيات إليها حيث تعمل "المومسات" على تلبية رغبة الزبون الجنسية المحرمة عليه نهارا في رمضان فمنهم من يلبى رغبته في زاوية من المقهى ومنهم من يرحل مع صيده، لتصبح بعد ذلك بعض المقاهي الشيشة وكرا للدعارة أمام أعين السلطات التي تقوم بحملات موسمية لمحاربة ظاهرة الشيشة. "ريم" اسم مستعار .. لفتاة في العشرينيات من العمر ارتمت في أحضان عالم الدعارة منذ أربعة سنوات تحكي قصتها مع الشيشة التي كانت سببا في دخولها لهذا العالم المليئ بالمتناقضات كما تحكي، فقبل 4 سنوات تعرفت "ريم" على فتيات اعتادوا على مثل هذه المقاهي لتستقطبتها إحداهن للمقهى المجاور للثانوية التي كانت تدرس بها ، وتستنشق لأول مرة دخان الشيشة ولتبدأ حكايتها مع الحشيش والمخدرات والجنس بين مقاهي الشيشة، مضيفة أن الكثير من "المومسات" يفضلن في رمضان اللجوء الى مثل هذه المقاهي خوفا من الشرطة معبرة بالقول : "اخويا البوليس فرمضان مزير شغل"، في اشارة منها للحملات الأمنية على العاهرات بشوارع الرباط، لذلك نفضل مثل هذه المقاهي التي نجد بها زبناء لطفاء لا يهمهم سوى الترفيه عن النفس طيلة الليل سواء بالرقص أو قضاء ليلة حمراء داخل إحدى الشقق المعدة سلفا... لتعود "ريم" مع الفجر بمبلغ 500 درهم على نظر لغياب الخليجيين الذين يقدمون أمولا بسخاء مقابل خدماتهن الجنسية فتكون مقاهي الشيشة هي الملجأ الوحيد لهن . مخاطر الشيشة في رمضان بالرغم من أنها أصبحت عادة اجتماعية منتشرة يمارسها الكثيرون بعد الإفطار في بعض المناطق، فالشيشة تسبب مشاكل صحية كبيرة للمدخنين ولغير المدخنين الذي يتعرضون للتدخين السلبي. ويعود السبب في ذلك إلى كمية الدخان المستنشق خلال فترة زمنية طويلة مع تدخين مركز، مما يجعل جلسة واحدة لتدخين الشيشة طوال سهرة كاملة تعادل تدخين 100 سيجارة أو أكثر. وقد تؤثر الكمية الهائلة من الدخان، والتي زاد ضررها بسبب النكهات الإصطناعية، على صحة الشخص المُعرّض لها بشكل سلبي وبطرق متعددة، وتسبب أضرارا تصيب الجهاز التنفسي وغير التنفسي ومنها تضررالأوعية الدموية وزيادة مخاطر جلطات الدم وتقليل كمية الأوكسجين التي تُنقل من خلال خلايا الدم. كما يؤثر التدخين، السجائر أو الشيشة، على الأداء والتحمل الجسدي، حيث يزيد من مخاطر أمراض القلب التاجية والأمراض المزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية، ويسبب الضرر للرئتين. وبالرغم من أن هنالك سوء فهم بأن ضرر الشيشة أقل من ضرر السجائر، يمكن أن يكون ضرر الشيشة على نفس درجة ضرر السجائر إن لم يكن أكثر. وللشيشة نفس الأثر إذا دُخنت بشكل منتظم بسبب النيكوتين الذي تحتويه. وقد تظهر أعراض مثل القلق ونقص الشهية واضطرابات النوم. وفي اتصال لشبكة أندلس الإخبارية، مع الدكتور "كمال الشرنوبي" أخصائي أمراض الجهاز التنفسي بالرباط، أكد "أنه من المؤسف أن تدخين الشيشة انتشر مؤخرا بين الشباب والفتيات في المملكة بشكل كبير" مضيفا أن دراسة اشتغل عليها فريق من الخبراء بالمغرب، خلصت إلى أن حوالي 30 في المئة من الشباب يدخنون الشيشة، وقد بدأ 64%منهم التدخين في سن 16-18 سنة. وتشير الأبحاث أن نسبة تدخين الشيشة بين الشباب والمراهقين تتراوح بين 6-34%". مضيفا أن سبب كثرة انتشار هذه العادة بين الشباب اعتقادهم أن تدخين الشيشة أكثر أمانا من تدخين السيجارة وبسبب وجود نكهات مختلفة تحسن مذاق الدخان، وكذلك انتشار المقاهي التي تهيئ جلسات مريحة وخدمات للشباب كما أنها أصبحت ملازما رئيسيا للشباب وبعض الفتيات خلال اجتماعاتهم الترفيهية والاجتماعية ليجدوا بعد ذلك صعوبة في الإقلاع عنها وإصابتهم بأمراض مزمنة كضيق التنفس والربو وسرطان الرئ... فإلى متى...؟؟؟.