المغرب 24 : عبد الحق العبوبي على بُعد 35 كيلومترا من عاصمة المملكة الرباط، تقع جماعة الصباح التي يسمّيها السكان المحليون ب”القبر المنسي”، وتتموقع على المسلك الطرقي الغير معبد الرابط بين جماعة سيدي بطاش وجماعة الصخيرات. وبالرغم من وعورة المسالك الطرقية المؤدية إلى مركز الجماعة، فإن المنطقة تتميز بمؤهلات صناعية تجعلها تستحق أن تكون نموذجا في التنمية المحلية المستدامة؛ لكن معاناة الساكنة مع العزلة الشتوية والتهميش، اللذين فرضا عليها من قبل المنتخبين المحليين منذ سنوات، جعلت أحلام هؤلاء السكان منحصرة في شق الطريق إلى جماعة الصخيرات المجاورة، وفق ما أورده السكان ل”المغرب 24″. وأوضح سكان جماعة الصباح، في تصريحات متطابقة ل”المغرب 24″، أن السلطات وعلى اختلاف مستوياتها أحجمت عن إدراج مشاريع تنموية من شأنها أن ترقى بهذه الجماعة إلى المستوى المطلوب، خصوصا وأنها تتوفر على إمكانات طبيعية وصناعية. وأعرب المتحدثون ل”المغرب 24″، عن تذمرهم وغضبهم الشديد إزاء ما سموه ب”سياسة التهميش والإقصاء” المفروضة عليهم، دون أن تتحرك الجهات المنتخبة في هذه الجماعة التي لا تعير أدنى اهتمام لانشغالاتهم ومتطلباتهم، مشيرين إلى أنهم سئموا من التردد على المسؤولين المحليين والوقوف أمام مكاتبهم لرفع شكاويهم في كل مناسبة لعل أن تجد آذانا صاغية. “نحلم بتعبيد الطريق الرابط بين الدواوير ومركز الجماعة لتخفيف معاناة عزلتنا الشتوية”، بهذه العبارة إفتتح مجموعة من المواطنين، حديثهم ل”المغرب 24″ ، موضحين”أن المنطقة تعاني من النقص في جميع المجالات الحيوية”. وإتهم المتضررون المسؤولين بممارسة الإقصاء والتهميش عنوة على ساكنة هذه جماعة، مؤكدين على “أن هؤلاء المسؤولين يريدون، بل ويصرون على أن تبقى هذه الجماعة مصنفة ضمن الجماعات الأكثر فقرا”، مشيرين إلى أن “السكان هنا يواجهون الأضرار التي تلحقها التغيرات المناخية في فصل الشتاء”.