فيما كان المغرب ينتظر رد الجزائر الرسمي على دعوته الجزائر للدخول في حوار مباشر معه حول القضايا العالقة بينهما، صدرت عن الجزائر دعوة أخرى موجهة هذه المرة إلى دول اتحاد المغرب العربي الأربعة، أي المغرب وتونس وليبيا وموريانيا. وتتمثل الدعوة الجزائرية في عقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية الاتحاد المغاربي، "في أقرب وقت ممكن". وأورد بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، أنها كاتبت رسمياً الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، داعية إياه إلى تنظيم في أقرب وقت اجتماعا لمجلس وزراء خارجية الاتحاد. وأكدت الخارجية أن هذه المبادرة "تتماشى مع قناعة الجزائر التي أعربت عنها مرارًا، والحاجة إلى إحياء بناء الاتحاد المغاربي وإعادة تنشيط هيئاته"، وأضافت "أنه من المرجح أن يؤدي بعث اجتماعات مجلس الوزراء ، بمبادرة من الجزائر ، إلى إحداث أثر محفز يمكن أن يعيد تنشيط المكونات الأخرى للاتحاد". واعتبرت هذه الدعوى بمثابة رد على المبادرة التي أطلقها ملك المغرب محمد السادس، في 6 نوفمبر الحالي، عندما دعا محمد السادس الجزائر إلى تأسيس لجنة مشتركة لبحث الملفات "الخلافية" العالقة، بما فيها الحدود المغلقة. وقال الملك محمد السادس في دعوته إن الرباط "مستعدة للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين". وأضاف أن المملكة منفتحة على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين. ودعا إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، وتطبيع العلاقات المغربية- الجزائرية. وتابع: "يجب أن نعترف أن وضع العلاقات بين البلدين غير طبيعي وغير مقبول". وأوضح أن مهمة اللجنة المقترحة هو "دراسة جميع القضايا المطروحة بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات". وأوضح أنه يمكن أن تشكل هذه اللجنة إطارًا عمليًا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية.