بعد أن اعتقد البعض أن زمن تهميش طنجة قد ولى إلى غير رجعة، و حلت تباشير المصالحة مع المدينة، منذ انطلاق مشروع طنجة الكبرى ، فوجئت ساكنة عروس الشمال بخيبة آمالها، بعدما أضحى مطرح النفايات «باصورا»، بمنطقة مغوغة ، أحد كوابيس السكان الذين صاروا يتمنون أن تتوقف جميع أشغال مشاريع «طنجة كبرى»، إلى حين إيجاد حل لهذه القنبلة الموقوتة، خصوصا أن قاطني مقاطعتي بني مكادة و«مغوغة الشرف» و طنجة البالية و حتى منطقة النجمة الراقية ، أصبحوا مهددين صحيا، بسبب الروائح الكريهة التي تنتج عن عملية حرق النفايات المنزلية، على أعلى هضبة بعاصمة البوغاز. اليوم لم يعُدْ منَ الغريبِ أن تغطيَّ جزءاً كبيرًا من سماء “طنجة الكبرى”، بشكل شبه يومي، سحابةُ دخانٍ سوداءَ كثيفة، ناتجة عن احتراق أطنان من الأزبال والمخلفات بمطرح النفايات ، بالاضافة إلى الروائح الكريهة، التي تخلفها هذه العملية ، وتنقلها الرياح إلى أحيائهم، سيما في الليل حينما يخلدون للراحة، ، ليبقى أمل سكان عاصمة البوغاز ، خاصة الذين يعانون يوميا، مشاكل حرق الأزبال، أن تتوفر مدينتهم، على مطرح عصري بمواصفات عالمية، يعالج النفايات بشكل لا يؤثر على صحتهم، ويمكن من خلاله إعادة معالجة النفايات نفسها، والاستفادة منها، كما في باقي الدول المتقدمة. هذا و علم “المغرب 24” أن العديد من المواطنين ، قرروا تنظيم وقفة احتجاجية ابتداء من الأسبوع المُقبل ، لمطالبة السلطات المحلية بالإسراع من أجل إيجاد حل للضرر، الذي يلحق بهم، جراء استنشاقهم بشكل شبه يومي، الدخان الناجم عن عملية حرق الأزبال بمطرح النفايات. و سيوجه المتظاهرون دعوة للجهات المسؤولة، من أجل تمكين ساكنة طنجة، من “حقهم في هواء نقي وبيئة سليمة” ، كما سيطالبون بتدخل والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، من أجل حماية صحة المواطنين من خطر التلوث، الذي يسببه حرق أطنان من الأزبال المنزلية ومختلف أنواع النفايات، التي يستقبلها المطرح يوميا، في الوقت الذي طال انتظارهم لموعد ترحيل هذا المطرح، الذي صار محاصرا بتجمعات سكنية. وعليه نعتقد أنه بات لزامًا على المسؤولين الحرص على توزيع جغرافي متوازن لمطرح النفايات ، و وقف مسلسل تدمير بيئة طنجة، فالمدينة لم تَعُد تَحْتَمل المزيد من التلوث .. اللِّي فيها يَكْفيها .